العملية التي استهدفت السفير البولندي في المنطقة الخضراء نفذها جزائريون صرح الجنرال كيفين بارغنر الناطق باسم القوات الأمريكية في العراق بأن قواته عثرت في إحدى ضواحي العراق على قوائم بأسماء 500 شخص مجندين في صفوف تنظيم القاعدة للقتال ضد القوات الأمريكية في العراق، من بينهم 143 متطوع أجنبي من مختلف الجنسيات، يوجد من بينهم 67 متطوعا جزائريا تمكنت القوات الأمريكية من التعرف عليهم. وأكد كيفين بارغنر بأن قواته اكتشفت أن العملية التفجيرية التي استهدفت السفير البولندي في العراق الجنرال إيدوار بياترزيك في 4 أكتوبر الفارط في المنطقة الخضراء المحصنة ببغداد نفذها متطوعون جزائريون مجندون في صفوف تنظيم القاعدة بالعراق، و لم تكن عملية انتحارية إنما كمينا نصب للسفير البولندي في المنطقة الخضراء المحمية. وقال كيفين بارغنر في تصريحات أدلى بها في بغداد بأن القوات الأمريكية عثرت على عدة نسخ من قوائم بأسماء 500 مجند في صفوف القاعدة، منسوخة في الأقراص المضغوطة وكذا في الأقراص اللينة "فلاش ديسك"، ومطبوعة كذلك في شكل وثائق، تتضمن كل الهويات الشخصية لهؤلاء المجندين وصورهم وأسماء الأشخاص الذين جندوهم، وتاريخ دخولهم إلى العراق، وقد قامت القوات الأمريكية بإرسال تقرير مفصل ذلك للبنتاغون الأمريكي والمخابرات الأمريكية ووزارة الداخلية العراقية. وقد عثر فيها على قوائم تتضمن أسماء 67 متطوع جزائري مجندين في صفوف تنظيم القاعدة، معظمهم من ولايات شرق الجزائر، وتتطابق الجنرال تصريحات كيفين بارغنر مع المعلومات التي سبق ونشرتها "الشروق اليومي" نقلا عن شهادات لعائلات جزائرية من ولاية المسيلة وقسنطينة تبحث عن أبنائها في العراق وأكدت في شهاداتها بأن ولاية المسيلة التحق منها عشرات المتطوعين الجزائريين بالعراق ل "الجهاد" ضد القوات الأمريكية عقب الغزو الأمريكي له سنة 2003، في حين يوجد عدد قليل من المتطوعين الذين التحقوا بالعراق من ولايات غرب الجزائر. وقال الجنرال بارغنر بأن القوائم التي عثرت عليها القوات الأمريكية تتضمن أسماء جزائريين، ومغربيين، وسوريين، وعمانيين، ويمنيين، وتونسيين ومصريين، وأردنيين، وسعوديين، وبلجيكيين، وفرنسيين، وبريطانيين. وحسب نفس المسؤول الأمريكي فإن هذه القوائم عثر عليها لدى أحد المقاتلين في صفوف تنظيم القاعدة ألقي عليه القبض خلال عمليات عسكرية قامت بها القوات الأمريكية شمال العراق، وقال المتحدث بان هذه العملية مكنت القوات الأمريكية من التعرف على أماكن تواجد هؤلاء المجندين، وقد اكتشفت من خلال المعطيات المنسوخة في الوثائق والأقراص المضغوطة واللينة بأن بعض هؤلاء المتطوعين الأجانب دخلوا إلى العراق من الأردن مرورا بالحدود العراقية الأردنية غير معظمهم دخلوا من سوريا عبر الحدود السورية العراقية. وتمكنت القوات الأمريكية من خلال المعلومات المذكورة في تلك القوائم الإسمية من التعرف على أماكن تواجد هؤلاء المجندين وتحديد مواقع نشاطهم، حيث تبين بأن العديد منهم ينشطون في منطقتي "الرمادي" و هي مدينة تقع في وسط العراق على بعد 100 كلم عن بغداد ، وهي عاصمة محافظة "الأنبار" وسكانها كلهم من أهل السنة، وكذا في منطقة "تلعفر" القريبة من الموصل، وتقع "تلعفر" شمال غرب العراق، أغلبية سكانها من السنة وأقلية من منهم شيعة، وكما ينشط هؤلاء في مدينة حديثة الواقعة قرب الحدود العراقية السورية. يأتي هذا في وقت تشير أرقام وزارتي الداخلية والدفاع العراقيتان إلى أن 80 متطوع للجهاد في العراق يحملون الجنسية الجزائرية تم اعتقالهم سنة 2006 وما يزالون إلى يومنا هذا معتقلون في السجون العراقية، وأكدت الوزارتين العراقيتين المكلفتين بالشؤون الأمنية في تقرير لهما حول المتطوعين الأجانب للقتال في العراق أن 200 متطوع جزائري للجهاد في العراق اعتقلتهم سوريا سنة 2006 من أصل 1550 متطوع أجنبي للجهاد اعتقلوا على الأراضي السورية في نفس السنة عندما كانوا يحاولون العبور إلى بلاد الرافدين مرورا بالأراضي السورية. وذكرت نفس المصادر بأن 120 جزائري عائد من العراق موقوفين من طرف مصالح الأمن الوطني في الجزائر بعد أن كشفت التحريات والتحقيقات الأمنية أنهم ناشطون في صفوف ما يعرف ب "الشبكة العراقية"، عادوا للجزائر، والتحق بعضهم بالجماعات الإرهابية في الجزائر قبل أن يتم إلقاء القبض عليهم. جميلة بلقاسم