كشفت أرقام وزارتي الداخلية والدفاع العراقيتان أن 80 متطوع للجهاد في العراق يحملون الجنسية الجزائرية تم اعتقالهم سنة 2006 وما يزالون إلى يومنا هذا معتقلون في السجون العراقية، وأكدت الوزارتين العراقيتين المكلفتين بالشؤون الأمنية في تقرير لهما حول المتطوعين الأجانب للقتال في العراق أن 200 متطوع جزائري للجهاد في العراق اعتقلتهم سوريا سنة 2006 من أصل 1550 متطوع أجنبي للجهاد اعتقلوا على الأراضي السورية. في نفس السنة عندما كانوا يحاولون العبور إلى بلاد الرافدين مرورا بالأراضي السورية. وذكرت نفس المصادر بأن 120 جزائري تم توقيفهم من طرف مصالح الأمن الوطني في الجزائر بعد أن كشفت التحريات والتحقيقات الأمنية أنهم ناشطون في صفوف ما يعرف ب "الشبكة العراقية"، بعضهم ناشطون في صفوف الجماعات الإرهابية بالجزائر وبعضهم جزائريين عائدين من العراق، ألقي عليهم القبض بعد عودتهم للجزائر. واستنادا إلى هذه المعطيات تقول الأرقام التي كشفت عنها وزارتي الداخلية والدفاع العراقيتان والتي تناقلتها المنظمات العالمية بأن هذه الأرقام تدعو إلى الجزم بأن الجزائريين يأتون في المرتبة الثالثة من حيث تغذية المتطوعين الجهاديين في العراق، في وقت أكدت الإستخبارات الغربية بأن المتطوعين الأجانب القادمين من شمال إفريقيا للجهاد في العراق يشكلون 25 بالمائة من أصل كل 1000 متطوع أجنبي مقاتل في العراق، وأكدت نفس المصادر العراقية بأن عدد المتطوعين الجزائريين للقتال في صفوف شبكات المقاومة العراقية تحت شعار "الجهاد في سبيل الله" يساوي 20 بالمائة من المتطوعين الأجانب. وكانت آخر عملية أمنية تم خلالها توقيف جزائريين ينشطون في الشبكة العراقية في أواخر شهر جوان المنصرم عندما أوقفت فرقة مكافحة الإرهاب التابعة للأمن الوطني أربعة أشخاص بالجزائر، ينشطون في إطار ما يعرف ب''الشبكة العراقية'' بفضل رصد مكالمات هاتفية، أجراها الجزائريون الأربعة مع أشخاص في الجزائر وسوريا ولبنان، يشرفون على تدريب مقاتلين لإيفاد بعضهم إلى جبهات القتال في العراق وجزء آخر إلى معاقل الجماعة الناشطة في الجزائر. وقد تم توقيف اثنين منهم بمطار هواري بومدين الدولي على أيدي أفراد المقاطعة الشرقية للشرطة القضائية، أحدهما يدعى الحاج حامد والثاني الحاج حسن، وبعد استجوابهما تبين بأنهم قرروا الإلتحاق بالمقاومة العراقية متأثرين صور أقراص مضغوطة تحث الشباب على المسارعة للانضمام إلى المقاومة في العراق لطرد المحتلين، وقد اعترفا أثناء التحقيق معهما أنهما كانا بصدد التوجه إلى سوريا، وان لهما زميلين آخرين يتأهبان للحاق بهما إلى سوريا، ليتم توقيف الإثنين الآخرين أيضا. وحسب المعلومات التي تحصلت عليها مصالح الأمن من خلال التصنت على مكالماتهم تبين بأن سوريين اثنين ولبناني مقيم ببيروت يدعى أبو شعيب، كانوا مكلفين باستقبال متطوعين للقتال وتدريبهم عسكريا على استعمال الأسلحة والمتفجرات، تحسبا لإبقاء البعض منهم في العراق وإيفاد آخرين إلى قاعدة المغرب الإسلامي بمعاقلها في الجزائر. جميلة بلقاسم:[email protected]