غادر سمير الحياة الدنيا، وهو جالس على مقعد سيارته التي ركنها بالمرآب الواقع بحي 210 مسكن بسيدي الجيلالي بسيدي بلعباس، ورافقه إلى الدار الآخرة عماد الذي كان يجلس بجانبه داخل السيارة التي يفترض أن تكون الغازات المحروقة المنبعثة من محركها، سببا في اختناقهما. كانت الساعة تشير إلى العاشرة من صبيحة يوم الخميس، عندما نزل والد سمير إلى المرآب ليتحقق إن كان ابنه صاحب سيارة الأجرة قد عاد، بعد ما غاب طيلة الليلة السابقة، وعند اقترابه من المرآب سمع صوت محرك السيارة، نادى عليه مرات ومرات، لكن لا مجيب يقول، عندها قام بكسر القفل وفتح الباب، ليجد محرك السيارة يشتغل، وبداخلها ابنه وصديقه عماد القاطن معه بنفس الحي، يقول الوالد: "فتحت باب السيارة وقمت بتوقيف المحرك وجهاز التدفئة الذي كان شغالا أيضا، ثم حاولت إيقاظهما، لكن علمت عندها أنهما فارقا الحياة"، يقول والد سمير البالغ من العمر 32 سنة، إن ابنه كان يحضر لعقد قرانه الصيف المقبل، لكن مشيئة الله أرادت أن يفارق الحياة قبل ذلك ومعه صديقه عماد، الذي عمل طويلا بأحد مطاعم الأكل السريع بحي بن حمودة، ومكنه ذلك من جمع المال واقتناء سيارة قام ببيعها ليلة واحدة قبل وفاته، قال والده المؤمن بقضاء الله وقدره "لا مفر من مشيئة الله، عماد رزقني إياه الله، فشاء وأخذه، الحمد لله على كل شيء"، مضيفا كانت أمنيتي أن أراه يكوّن أسرة كما سبقه إخوته الأربعة من قبل، لكن الأقدار شاءت أن يغادر الحياة قبل ذلك، برفقه جاره وصديقه الذي تعود الجلوس معه داخل المرآب كل ليلة. سمير وعماد من خيرة أبناء الحي المذكور، غادرا الحياة وتركا حزنا عميقا في أوساط سكان حيهما والمنطقة ككل، وشيعت جنازتها ظهيرة الجمعة في جو مهيب بمقبرة سيدي عبد القادر، بحضور عدد كبير من المشيعين.