تواصل وسائل الإعلام المغربية سياسة التعتيم والتكتم على المعارك الدائرة في الصحراء الغربية، حتى بلغ بها الحد تجاهل العملية الأخيرة النوعية للجيش الصحراوي في جبال وركزيز داخل الأراضي المغربية، والتي تحدثت عنها كبرى وسائل الإعلام الدولية. وأعلنت وزارة الدفاع الصحراوية، مساء الاثنين، إن وحدة كوماندوس نفذت أول هجوم استهدف مركز حراسة للقوات المغربية، في جبال وركزيز في عمق تراب المملكة المحاذي للأراضي الصحراوية وقتلت ثلاثة جنود وضابط كما استعادت أسلحة. وسمع بهذه العملية العالم كله وتداولته الصحافة العالمية، لكن لم تتم الإشارة له إطلاقاً في وسائل الإعلام التاعبة للمخزن. ودأب الإعلام المغربي على تصوير الوضع المشتعل في الصحراء الغربية المحتلة ب"الهادئ"، على الرغم من سلسلة العمليات التي ينفذها الجيش الصحراوي ضد قوات الاحتلال المغربي، منذ خرق المخزن لوقف إطلاق النار في منطقة الكركرات في 13 نوفمبر 2020. ونشرت مستشارة الرئيس الصحراوي، النانة لبات الرشيد، تعليقاً على تعتيم إعلام المخزن على عملية جبال وركزيز، منشوراً مرفقاً بصورة للخبر من صحيفة إسبانية على صفحتها بموقع فيسبوك وكتبت: "الصحافة الدولية تتحدث عن عملية الكوماندوس التابع للجيش الشعبي الصحراوي، المنفذة بعمق التراب المغربي، وعن خسائر الاحتلال المغربي من الأرواح والمعدات، والدعاية المغربية بعدها على الصامت. يُشار إلى أن قوات الجيش الصحراوي تواصل منذ نحو ثلاثة أشهر، هجماتها على مواقع الاحتلال المغربي، بعد انتهاك وقف إطلاق النار من قبل المغرب في 13 نوفمبر الماضي، الذي قام باعتداء عسكري على مدنيين صحراويين سلميين بثغرة الكركرات غير الشرعية. وكانت منظمة دولية تعنى بمتابعة الأزمات حول العالم، أعلنت في نهاية جانفي الماضي، أن الصحراء الغربية منطقة أزمة، محذرة من خطورة السفر إليها، بعد اشتداد المعارك في منطقة الكركرات بين الجيش الصحراوي وقوات الاحتلال المغربي. وقالت منظمة "Crisis24″، إنها رفعت تقديراتها لخطورة الأوضاع في الصحراء الغربية بسبب المعارك الدائرة هناك. ويأتي تحذير هذه المنظمة، في ظل غياب تام من بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية (المينورسو)، على الرغم من أنها شكلت بهدف حفظ السلام ومراقبة خرق وقف إطلاق النار في الأراضي الصحراوية.