عقدت لجنة متابعة اتفاق السلام والمصالحة في مالي المنبثقة عن مسار الجزائر، لأول مرة منذ التوقيع عليه في 2015، اجتماعها الخامس رفيع المستوى في كيدال، الخميس 11 فبراير 2021، برئاسة وزير الشؤون الخارجية الجزائري صبري بوقدوم. وشهد الاجتماع مشاركة قوية ورفيعة المستوى من الجانب المالي ومن جانب الوساطة الدولية التي يترأسها بوقدوم. وشارك في الاجتماع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، ومفوض السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي إسماعيل شرقي، عن طريق الفيديو كونفرانس. وقالت لجنة متابعة اتفاق السلام والمصالحة في مالي في بيان، أنه تم الاتفاق على تسريع تنفيذ اتفاق السلام والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر، خلال اجتماع كيدال بين أطراف الوساطة الدولية مع الفرقاء في مالي. ورحب البيان ب"هذا الزخم الجديد وبالثقة المتزايدة بين الأطراف الموقعة"، وحث الأطراف الموقعة، على البناء على هذه الديناميكية الإيجابية من خلال ترجمة الالتزامات المتفق عليها إلى أفعال حتى يتمكن الشعب المالي من جني فوائد السلام". وأوضح البيان، أن لجنة متابعة اتفاق السلام والمصالحة في مالي، لم توفر أي جهد لتحقيق جميع بنود الاتفاق، ولا سيما تلك المتعلقة بتفعيل وحدات الجيش المعاد تشكيله والمنتشرة بالفعل، ولا سيما الكتيبة التي أعيد تشكيلها في كيدال، وفقاً لقرار لجنة المتابعة. وجدد البيان على التأكيد على أهمية الاتفاق كإطار مناسب لاستعادة السلام الدائم وتوطيد المصالحة في مالي، كما دعا جميع الجهات المالية الفاعلة لاغتنام الفترة الانتقالية القصيرة الحالية للنجاح في المعركة التي تخوضها. ترحيب أممي هنأ أمين عام الأممالمتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، "الشعب المالي بانعقاد الاجتماع التاريخي للجنة متابعة اتفاق السلام والمصالحة في كيدال (الخاضعة لسيطرة الطوارق) ، شمالي البلاد". وقال الأمين العام في بيان أصدره المتحدث الرسمي باسمه، ستيفان دوغريك، إن "هذه هي المرة الأولى التي تعقد فيها لجنة متابعة اتفاق السلام والمصالحة اجتماعاً خارج (العاصمة) باماكو منذ توقيع اتفاقية السلام عام 2015". وفي 2014 احتضنت الجزائر المفاوضات بين حكومة باماكو والحركات السياسية والعسكرية شمالي مالي، حيث توجت بتوقيع اتفاق سلام في جوان 2015. يُشار إلى أن حركات أزوادية وجماعات مسلحة سيطرت عام 2012 على مناطق الشمال المالي، وبسطت نفوذها على 3 مدن رئيسية هي كيدال، وتمبكتو، وغاو. وأدى تدخل القوات الفرنسية بدعم دولي في جانفي 2013، إلى طرد الجماعات المسلحة من مدينتي غاو وتمبكتو، فيما بقيت كيدال تحت سيطرة الحركات الأزوادية.