تباشر محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء، الخميس، محاكمة المتورطين بحادثة قتل واختطاف الرعية الفرنسي "هيرفي غورديل" الذي اغتيل ذبحا سنة 2014 على يد الجماعات الإرهابية المسماة "جند الخلافة"، وسيستمع القاضي في جلسة علنية لأقوال المتهمين بعد تأجيل الملف بتاريخ 4 فيفري استجابة لطلب تقدمت به هيئة الدفاع بسبب الحالة الصحية للمتهم الرئيسي "حمزاوي عبد المالك" والذي أصيب بوعكة صحية خلال الجلسة الماضية، واضطر الأمر لاستدعاء طبيب من قبل المحكمة لفحص المتهم وتقديم المساعدة الطبية له، وتوقيف الجلسة لمدة قاربت نصف ساعة قبل استئناف مناقشة الطلبات التي تقدم بها دفاعه. وتشد الأنظار اليوم لقاعة المحاكمات بجنايات الدار البيضاء، لمتابعة أطوار مناقشة أحد أهم الملفات الأمنية بالجزائر، بعد مرور ما يقارب 7 سنوات عن الحادثة، إذ يرتقب حضور أعضاء بالسلك الدبلوماسي الفرنسي وقضاة بمحكمة الجنايات الفرنسية، إلى جانب عائلة الضحية بما فيهم والدته، وتكتل هيئة دفاع "جزائرية" عينتها السفارة الفرنسية بالجزائر، من أجل المرافعة لصالح ذوي الحقوق والطرف المدني، حيث سيتابع المتهمون 14 بتهم ثقيلة تتعلق بجنايات الاختطاف، التعذيب والقتل مع سبق الإصرار والترصد، تهمة إنشاء وتنظيم جماعة إرهابية مسلحة، وكذا جنحتي عدم التبليغ عن جناية، وعدم التصريح بإيواء أجنبي، لدى المصالح المختصة. يذكر أن المتهم الرئيسي "حمزاوي عبد المالك" تحجج خلال الجلسة الفارطة برفضه للمحاكمة قائلا انه خضع لعملية جراحية على مستوى الظهر عام 2017 وأصيب بتحجر الدم في العظام، وتسبب ذلك في تعرضه لشلل وصار يتنقل على كرسي متحرك، بالمقابل طالبت هيئة الدفاع استخراج الملف الطبي للمتهم من قبل النيابة والاطلاع عليها للتأكد من وضعه الصحي، وعكس رغبة المتهم الرئيس، تمسك أفراد عائلة الضحية بسير المحاكمة ورفض التأجيل. وبالرجوع لوقائع الملف التي أسالت الكثير من الحبر لدى الصحافة الفرنسية والدولية حينها، يذكر أن الضحية الفرنسي، قَدِم إلى الجزائر في 20 سبتمبر 2014 كسائح كونه هاويا متسلقا للجبال، من أجل استكشاف منطقة تسلق جديدة في جبال جرجرة، وفي مساء اليوم الموالي، انتقل السائح مع رفاقه الخمسة إلى المنطقة المحددة على متن سيارة، ليباغتهم مسلحون في المكان المسمى "آيت وعبان" على ارتفاع 1500 متر، وبين 21 و24 سبتمبر 2014 قامت جماعة إرهابية تطلق على نفسها اسم "جند الخلافة"، بقتل السائح "هيرفي غورديل" (55 سنة) في جبال جرجرة بولاية تيزي وزو، وبعد عملية عسكرية ضخمة تمكن الجيش الوطني الشعبي من القضاء على أغلب أعضاء هذا التنظيم بما فيهم زعيمه "عبد المالك غوري" الذي أعلن تأسيس مجموعته المسلحة قبل أيام من اختطاف الفرنسي، فيما لم يتم العثور على جثة الرهينة الذي قطع رأسه سوى في منتصف جانفي 2015 على بعد 15 كلم من مكان اختطافه، بعد معلومات قدمها أحد أعضاء التنظيم الذي تم توقيفه مع ثلاثة آخرين. وكان القضاء أعلن حينها أنه يلاحق 15 "إرهابيا" تم التعرف عليهم كضالعين في جريمة خطف وقتل السائح الفرنسي هيرفي غورديل.