حوالي 500ألف امرأة تعرضن لعنف جسدي متكرر خلال سنة 2006 حسب الدراسة التي قامت بها الوزارة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة تحصلت الشروق على نسخة منها. وتشير نتائج هذه الدراسة إلى أن العنف يسجل أولا داخل الأسرة حيث أن أغلب حالات العنف ترتكب داخلها ومرتكبو هذه الإعتداءات يكونوا في بعض الحالات من المعارف أو أحد أفراد الأسرة . ويمثل العنف الأسري 50 بالمائة من الإعتداءات المعلن عنها وهو ما يشير إلى أن النساء في البيوت التي يفترض أن تكون المكان الآمن هن الأكثر عرضة للعنف، وتنتمي ضحايا الإعتداءات إلى فئة الشابات نسبيا ولا يتعدى سن ثلاثة أرباعهن 45 سنة عند تعرضهن للإعتداءات ويحظين بمستوى تعليمي أكثر من عامة الناس. كما أن حوالي ثلثهن حاصلات على الدراسات الثانوية أو العليا وتوجد نسبة مهمة من النساء اللاتي يمارسن مهام من بين ضحايا الإعتداء حيث أن ضحية واحدة من مجموع خمس نساء تعمل خارج البيت ما يمثل 15 بالمائة. إمرأة مخطوبة أو متزوجة من مجموع 10 ضحية عنف جسدي يوميا كما أن العنف أكثر إنتشارا بين الأزواج سواء كانوا متزوجين أو مخطوبين بمعدل إمرأة من بين 10 نساء ضحايا عنف جسدي و تبقى المطلقات و الأرامل من بين النساء مهما كانت صفتهن العائلية الأكثر عرضة للعنف في الأسرة ما يمثل ضحيتان من مجموع 10 نساء أي ما يعادل 16 بالمائة تتعرضان للإهانة في الأسرة و 5 نساء من بين 100 إمرأة تتعرضن للضرب والإعتداء الجسدي . أما الزوجات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 19 و 64 عاما و يعشن في حياة أسرية حسب البحث الذي أجري خلال 12 شهرا من سنة 2006 فإن أشكال العنف التي المسجلة غالبا كل يوم ضدهن عبارة عن إعتداءات جسدية من ضرب ،حبس، طرد بمعدل زوجة ضحية لهذا الشكل من العنف من أصل 10 نساء مقابل ضحيتان من بين 10 زوجات تتعرضان يوميا لإهانات لفظية خاصة الإهانات و السب و الشتم ما يعادل 19.1 بالمائة . لكن أغلب الزوجات هن ضحايا "عنف نفسي" حيث تتمثل أشكال هذا العنف في الصمت( المقاطعة ) ،هجر فراش الزوجية ، التهديد بالطلاق و الهجر و الرمي إلى الشارع و التهديد بالقتل و الإنتحار حيث تعاني 3 نساء من بين 10 من هذا النوع من العنف النفسي ما يعادل 31.4 بالمائة مقابل 10.9 بالمائة تواجه علاقات جنسية مفروضة بالقوة بوتيرة عدة مرات منهن إمرأة من مجموع 10 نساء . و إنطلاقا من نتائج البحث الخاص بإنتشار العنف و بإستبعاد عدد النساء اللواتي إعترفن أنهن تعرضن لعنف مادي توصل التحقيق أن حوالي 500 ألف جزائرية إعترفن أنهن وقعن ضحية عنف جسدي متكرر و لم يجدن مساعدة متخصصة و خاصة و دائمة( مادية، نفسية و قانونية ) ويبقى التكفل بهذه الفئة من النساء محدودا بإعتراف التحقيق حيث لايتعدى عدد مراكز إستقبال النساء ضحايا العنف 3 مراكز منها إثنان تابعين للحركة الجمعوية كما يوجد 3 مراكز في طور الإنجاز واحد لوزارة التضامن و إثنان لمنظمات غير حكومية . و خلصت الدراسة إلى أن العنف إتجاه النساء في الجزائر "يتطلب إهتماما مباشرا و خاصا نظرا لوجود هذه الظاهرة و تدني التكفل بضحايا العنف كما أن نتائجه خطيرة على صحة النساء و الأطفال و على الترابط العائلي ما يشكل عوامل تستدعي إتخاذ إجراءات مناسبة و دائمة" .و تم في هذا السياق تسطير إستيراتيجية لمحاربة العنف ضد النساء تستند إلى عدة محاور إجتماعية و نفسية و قانونية لمواجهة هذه الظاهرة و ردعها . نائلة,ب