فاجأ معاذ الخطيب الرأي العام العربي والدولي بإعلانه عن استقالته من رئاسة الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، مبررا ذلك بأن "بعض الأمور تجاوزت الخطوط الحمراء"، كما خلط حسابات المعارضة الحريصة على معالجة أي تصدع داخلي لمواجهة الضغط الدولي، رغم الاختلافات والصراعات بين المجلس والائتلاف. وقال الخطيب، في بيان الاستقالة، "كنت قد وعدت أبناء شعبنا العظيم، وعاهدت الله أنني سأستقيل إن وصلت الأمور إلى بعض الخطوط الحمراء، وإنني أبَرُ بوعدي اليوم وأعلن استقالتي من الائتلاف الوطني، كي أستطيع العمل بحرية لا يمكن توفرها ضمن المؤسسات الرسمية. وإننا لَنفهم المناصب وسائلَ تخدم المقاصد النبيلة، وليست أهدافا نسعى إليها أو نحافظ عليها". وبينما تحفظ الخطيب وقيادات في المجلس السوري عن التعليق على اسئلة "الشروق"، في اتصالاتها بهم أمس، بدعوى حساسية الموقف، أكد قيادي في الائتلاف أن اتصالات واجتماعات ماراطونية عبر السكايب والهاتف ولقاءات مباشرة في القاهرة والدوحة منذ إعلان الخطيب عن استقالته للتوصل إلى تصريح إعلامي موحد. وفيما رفض العربي التعليق على قرار الخطيب، اعتبر مدلسي وزير الخارجية الجزائرية القرار "بالرسالة السياسية" حسب ما نقلته "سكاي نيوز" أمس، على موقعها الالكتروني. من جهة أخرى، رفض الجيش السوري الحر الاعتراف بغسان هيتو، كرئيس للحكومة الموقتة، الذي انتخبه الائتلاف السوري المعارض قبل أيام، وقال المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر، لؤي المقداد، لوكالة الأنباء الفرنسية، "نحن في الجيش السوري الحر لا نعترف بغسان هيتو كرئيس حكومة، لأن الائتلاف المعارض لم يتوصل إلى توافق حول انتخابه الذي تم الثلاثاء في اسطنبول، أتحدث نيابة عن المجالس العسكرية ورئيس هيئة الأركان (اللواء سليم إدريس) عندما أقول أننا لا نعترف برئيس حكومة فرض على الائتلاف الوطني، بدلا من أن ينال التوافق".