عاشت، مساء الثلاثاء، المنطقة الغربية لمدينة بجاية على غرار بوليماط والساكت، احتفالية حقيقية، وذلك عقب تشميع قوات الدرك الوطني لآخر ملهى بالمنطقة، هذه الأخيرة التي ارتاحت أخيرا من حمل ثقيل ومتعب لازمها لقرابة 30 سنة من الزمن. ورغم الأمطار المتهاطلة إلا أن أفراد الدرك الوطني الذين حلوا بالمنطقة صبيحة يوم الاثنين، استجابة لاستغاثة المواطنين، قد واصلوا مداهماتهم ملهى بملهى وحانة بحانة إلى غاية تشميع آخرها، حيث كشفت هذه العملية التي ستبقى حتما في ذاكرة سكان المنطقة، المستور بداخل هذه الملاهي الليلية التي تحولت إلى وكر لكل أنواع الرذيلة بداية من توقيف محترفات البغاء، إلى حجز كميات معتبرة من المشروبات الكحولية والمخدرات والمهلوسات، بالإضافة إلى أسلحة وذخيرة حية وأموال وغيرها في انتظار بيان المجموعة الإقليمية للدرك الوطني. وقد قدم سكان المنطقة، الذين رافقوا أفراد الدرك الوطني طوال أطوار هذه المداهمات، شكرهم لقوات الدرك، حيث هتفوا في هذا الصدد مطولا خلال تشميع آخر ملهى بشعار "يعطيكم الصحة يا ليجوندارم ديالنا" وسط أجواء من الفرحة التي غمرت المنطقة التي قضت بالمناسبة أول ليلة هادئة بعيدا عن الإزعاج والشجارات وصراخ السكارى. كما عبر السكان عن شكرهم لكل من ساهم في إيصال صرخة الاستغاثة التي أطلقها السكان على غرار الجمعيات والصفحات الفيسبوكية، إضافة إلى الصحافة التي لعبت دورا هامة في هذه المعادلة، فيما عبر السكان عن استيائهم من غياب السلطات المحلية طوال الستة أيام التي أغلقوا فيها الطريق. وتحولت المنطقة الساحلية لبوليماط أو "جربة" كما تسمى محليا إلى منطقة محظورة على السكان والعائلات لسنوات طويلة بسبب الملاهي الفوضوية المنتشرة بالمنطقة في تعد صارخ على حرمة المكان والعائلات ما دفع السكان، للتذكير إلى غلق الطريق الوطني رقم 24 الذي يربط بجاية بولاية تيزي وزو على مدار ستة أيام ليلا ونهار، وذلك قبل تدخل قوات الدرك الوطني التي شرعت في تطهير المنطقة من الملاهي والحانات الفوضوية التي عكرت الأجواء وحرمت على السكان الراحة حتى وهم داخل بيوتهم.