اهتزت ثانويات آرزيو بولاية وهران على وقع جريمة القتل البشعة التي راح ضحيتها تلميذ يدرس بثانوية الشيخ المهدي بوعبدلي، والذي عثر عليه صباح الأحد مجردا من ثيابه، وملقى جثة هامدة وسط الحديقة العمومية المحاذية لمقر دائرة آرزيو. وبحسب المعلومات التي استقتها "الشروق" من عين المكان وعلى لسان مقربين من الضحية وواحدة من أساتذته، فإن ترباق أيوب، البالغ من العمر 15 سنة، وجد مشنوقا ومكبلا برباطي حذائه الرياضي، كما تم لجم فمه بقطعة قماش، قبل أن يتم رميه بين حشائش الحديقة العمومية، ويترك في العراء هناك لليلة كاملة السبت الماضي، قبل أن تتفطن لأمره شابتان في الصباح الموالي، كانتا قد نزلتا لتوهما من سيارة أجرة توقفت بهما بمحاذاة تلك الحديقة، أين صعقتا بالصدفة لمشهد شخص مجرد من الثياب ومقيد الأطراف من دون حراك، مما عزز في اعتقادهما أنهما أمام مسرح جريمة قتل، ليسارعا إلى تبليغ مصالح الدرك الوطني بإقليم الاختصاص، فيما اتضح من خلال المعاينة والمعطيات الأولية لذات المصالح أن الضحية سرق منه هاتفه النقال، كما تم تجريده من بدلته الرياضية وحذائه الرياضي، وترك عاريا عرضة للتساقطات المطرية التي تهاطلت بغزارة ليلة السبت الماضي. ومن خلال ما تم تداوله أيضا في الوسط التربوي، أين كان يدرس الضحية، فإن هذا الأخير كان قد خرج من منزله العائلي كعادته بعد المغرب، لكنه تأخر في العودة، مما جعل أهله يقلقون عليه، لكن والده – واستنادا لنفس المصدر – كان قد رجح فرضية ذهابه للمبيت عند صديقه المقرب، ولم تتبادر في ذهنه للحظة احتمالية تعرضه لمكروه، مضيفا أنه حتى عندما اتصل به رجال الدرك من أجل التعرف على جثة شخص مجهول الهوية وجدت مبللة بمياه الأمطار في الخلاء، فإنه استحال وقوع هذا الأمر لابنه إلى أن صعق لهول ما رأى. وكان أفراد الأسرة التربوية على مستوى الثانويات الأربع التي تحصيها المدينة البترولية، وهي مؤسسة الأمير خالد، أحمد زبانة، الثانوية الجديدة بحي الأمير عبد القادر، إلى جانب المؤسسة التي كان يدرس فيها الضحية ترباق أيوب بحي الحدائق، قد نظموا، الإثنين، وقفة عزاء وترحم، وأيضا تضامن مع عائلة الفقيد، جمعت فيها الصدقات على روحه، فيما استمر الشلل الدراسي لمدة ساعة من الزمن سادها الحزن والذهول، لاسيما في أوساط زملائه في قسم السنة الثانية تسيير واقتصاد، وكذا أساتذته، الذين عبروا عن عظم فاجعتهم لما حصل للتلميذ أيوب الذي أجمعوا على حسن تربيته وخصاله الحميدة، وبالأخص الطريقة البشعة التي قتل بها، فيما جاب زملاؤه من مختلف الأقسام والمستويات والمؤسسات عددا من شوارع المدينة في مسيرة طلابية حاشدة، رافعين لافتات تدين العنف والإجرام، وتندد بحالة اللا أمن التي تعرفها آرزيو، كما رددوا أيضا هتافات تطالب بالقبض على قتلة أيوب عاجلا غير آجل مع تطبيق القصاص في حقهم.