للجمعة ال110 تواليا خرج الجزائريون بالعاصمة وباقي ولايات الوطن من أجل التعبير عن موقفهم وقول كلمتهم في التطورات السياسية والاجتماعية المتسارعة التي تشهدها الساحة الوطنية، وعبر المتظاهرون عن تمسكهم ببناء جزائر جديدة قوامها السيادة الشعبية وضرورة تسليم السلطة للشعب. كسائر الجمعات السابقة عرفت العاصمة عبر مداخلها ومخارجها تشديدات أمنية مكثفة، حيث قام رجال الدرك، بسد الطرق الرئيسية المؤدية إلى الجزائر شرقها وغربها، لمنع المواطنين من الوصول إلى العاصمة، وفي وسطها تم نشر تعزيزات أمنية هامة في الساحات والشوارع الرئيسية كالبريد المركزي وأودان وشارع ديدوش مراد. المتظاهرون خرجوا كالعادة إلى ساحات الحراك، حيث شرعوا في تجمعات متفرقة بشارع ديدوش مراد، وساحة "أودان" وبالقرب من حديقة الساعة الزهرية، ليجوبوا بعد صلاة الجمعة مختلف الشوارع الرئيسية بالعاصمة، على غرار شارع عسلة حسين وزيغود يوسف، حسيبة بن بوعلي، وفرحات بوسعد وغيرها، والتقت المسيرات القادمة من ساحة أول ماي مرورا بشارع حسيبة بن بوعلي وباب الوادي وساحة الشهداء في ساحة البريد المركزي، وقد رفعت لافتات كبيرة تنادي بمواصلة التغيير، كما برزت أهازيج جديدة على غرار "ثورتنا ثورة النصر" و"هدف ثورة نوفمبر 1954 يساوي هدف ثورة الابتسامة". كما ردد المحتجون العديد من الهتافات على غرار "نحن لا نريد الوعود.. نحن نريد المحاسبة وعدم تكميم الأفواه، وإحقاق العدل وحرية التعبير والصحافة"، "ودولة القانون والحريات "، مشددين على ضرورة "الحفاظ على وحدة الشعب"، داعين إلى "التلاحم بين أبناء الوطن ونبذ التفرقة التي تحاول بعض الأطراف إذكاءها باسم المناطقية والهوية"، كما لم يختلف إصرار المتظاهرين على الانتقال الديمقراطي الحقيقي، مرددين بصوت واحد الهتافات المعتادة "نوفمبر الشهداء… ليبيري لالجيري" و"جزائر حرة ديمقراطية"، كما تم رفع الشعارات المعهودة على غرار "السيادة للشعب" و"الجزائر حررها الجميع ويبنيها الجميع"، وكذا "نريدها دولة شعبية، ديمقراطية مدنية"، وكذا "7 و8 السلطة للشعب". إلى ذلك، حملت مسيرة جمعة أمس، مشاهد رمزية على شاكلة ذلك المتظاهر الذي حمل "حمامة"، وكان يلوح بها في إشارة إلى سلمية المسيرات، فيما رفع آخر لافتة كبيرة أثارت انتباه جميع المارة وهي على شكل رسالة تتضمن مطالبه لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون جاء فيها "أناشدك سيدي الرئيس بأعز من تحب… وبشهداء الوطن وجزائرنا الحبيبة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، وألتمس منك دعوتي لمقابلتك.. صحيح أنا مواطن عادي وفقير لكن استقبلني مثلما استقبلت الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية، ربما ستستفيد مني الكثير وأنقل لكم معاناتي ومعاناة أمثالي من الطبقة الفقيرة لا تملك قوت يومها، بل أكثر من ذلك سأنقل إليك معاناة المواطنين التي نتلقاها في كل الإدارات، لم نجد من يسمعنا ويحل مشاكلنا… سيدي الرئيس أنت رمز من رموز الدولة الغالية ومفتاح الخير للشباب وهذه فرصتنا معك فحقق لي أمنيتي من فضلك".