تعرض محامو ولايتي البيض والنعامة، صبيحة أمس، إلى هجوم جسدي استعملت فيه الهراوات والعصي، أمام مجلس القضاء بسعيدة، على خلفية رفض محامي الولايتين المرافعة بمجلس سعيدة، انتقاما من رفضهم الانفصال عن نقابة المحامين جهة معسكر، وحسب مصادر طبية موثوقة، فإن نقيب ولاية النعامة، قد أصيب برضوض على مستوى الركبة وكسور على مستوى الضلوع ونزيف داخلي نقل على إثره إلى العيادة الخاصة بعين الحجر، كما أصيب 04 محامين من الولايتين بجروح متفاوتة الخطورة. وقال نقيب المحامين السابق لولاية البيض، الأستاذ يماني، إن الاعتداء وقع أمام أنظار الجهات الأمنية والقضائية، وجاء بعد نداءات تحذيرية سابقة كان يفترض معها تدخل الجهات الأمنية لتفادي سقوط ضحايا، حيث سبق لمحامي ولاية البيض أن هددوا بالدخول في اعتصام مفتوح على مستوى مقر محكمة البيض، ومقاطعة كل الأعمال القضائية في حالة رفض وزارة العدل إحداثا فوريا لمجلس قضاء بولاية البيض، وذلك تطبيقا لمحتوى القانون الصادر في الجريدة الرسمية رقم 17 الصادرة منذ سنة 1997 . من جهة أخرى، علمت "الشروق اليومي"، بأن اجتماعا طارئا جمع عددا من ممثلي المجتمع المدني بالبيض، بغرض التضامن مع محامي الولاية وتبني مطلبهم المشروع في إنشاء فوري لمجلس قضاء بولاية البيض والنعامة لتفادي حدوث مثل هذه الانزلاق، خصوصا وأن عددا من المحامين يكون قد تلقى تهديدات خطيرة وصلت حد التعرض لحياتهم في حالة حضور جلسات المحاكمة بسعيدة، لسبب وحيد هو رفض محامي الولايتين الانسياق وراء طلب محامي سعيدة الانفصال عن منظمة المحامين لناحية معسكر. وفي ذات السياق، حمل أصحاب الجبة السوداء بالولايتين مسؤولية الأفعال الماسة بأشخاص المحامين ومطالبتهم بضمان عدم عرقلة حسن سير مهامهم، في انتظار إنشاء مجلس قضاء مستقل بولايتي البيض والنعامة، على غرار كل الولايات المجاورة، وتجنيب المتقاضين تحمل مشاق قطع مسافات ماراطونية لا تقل عن 400 كلم ذهابا وإيابا، والتي كانت سببا في تخلي عدد كبير من العائلات الميسورة عن قضاياها العالقة، والتي قد تؤجل في كثير من الأحيان.