الدكتور هاني رمضان أكد الدكتور هاني رمضان، رئيس المركز الإسلامي بجنيف، ومفكر سياسي، أن العمليات الإنتحارية في الجزائر عبثية وغير معقولة، وليست عمليات منطقية، كونها لا تستند إلى تبرير شرعي، وقال الدكتور هاني رمضان في رده على سؤال "الشروق" حول العمليات الإنتحارية التي تقع بالجزائر ويتبناها ما يسمى تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، أنها غير شرعية على خلفية أن "أية عملية تقع في غير موطنها الذي لم يثبت أنه محتل، المؤكد هي عملية عبثية ومدانة" لا تستند إلى تبرير شرعي، وأضاف أن هذه العمليات التي تنفذ تحت راية الإسلام تسىء إليه، لأنها ضد مبادئ الإسلام، وتضر بالمسلمين. وشدد الدكتور هاني رمضان، على ضرورة التمييز بين الإرهاب والمقاومة، مشيرا إلى اختلاف الوضع في الجزائر عن العراق، فلسطين وأفغانستان والشيشان، لأن ما يحدث في الجزائر انتحار، "لأن الدفاع المشروع يجب أن يكون ضد المعتدي بعد ثبوث وجود اعتداء وهو ليس الحال في الجزائر".وكان الدكتور هاني رمضان، وهو حفيد حسن البنا، مؤسس حركة الإخوان المسلمين، يتحدث على هامش المحاضرة التي ألقاها مساء أول أمس، بمركز الشباب بنو اقشط من تنظيم جمعية "يدا بيد"، وهي جمعية تربوية وتوعوية، حضرها جمهور كبير من الجنسين، حيث أسهب رئيس المركز الإسلامي بجنيف في الحديث عن الإسلام والعنف، من خلال التأكيد على وجود ضوابط للجهاد والدعوة.واللافت أنه استهل محاضرته بالطعن في شرعية بعض العمليات التي يتبناها تنظيم "القاعدة" دون أن يشير إليها واكتفى بالقول "إن العمليات التي استهدفت المدنيين والأبرياء في الولاياتالمتحدةالأمريكية وإفريقيا وبعض العواصم الأخرى مثل مدريد ولندن هي غير مقبولة شرعا وضد مبادئ الإسلام" في إشارة إلى أحداث 11 سبتمبر بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وما يقع في الجزائر والمغرب وموريتانيا وباكستان، واعتبر توجيه الضربات إلى الأبرياء "عمل غير مقبول"، وأوضح أن الإعتداء يكون على المعتدي فقط و"الهجمات في الأسواق والمدارس والمساجد إفساد في الأرض"، مضيفا أن ما يحدث في العراق وفلسطين والشيشان "مقاومة لمحتل ضد المسلمين".وقال الدكتور هاني رمضان أن "الاستعمار هو أقصى درجات العنف"، مستندا إلى ما يحدث في فلسطين اليوم من طرف ما وصفه "إرهاب الدولة"، وقال إن إسرائيل تمارس العنف والإرهاب ضد الفلسطينيين، ولذلك فإن العمليات الاستشهادية في هذا البلد المحتل هي مقاومة ودفاع شرعي عن النفس من الاحتلال واغتصاب الحقوق والممتلكات والأموال والأعراض، وأيضا الوضع في العراق والشيشان، واصفا العمليات التي يقوم بها المسلمون هناك مقاومة شرعية للاحتلال بكل الوسائل المتاحة "والعمليات الاستشهادية جزء منها"، لكنه حدد ضوابط للقيام بهذه العمليات حتى لا تتحول فقط إلى عمليات انتحارية غير شرعية، يقوم بها شباب يفجرون أنفسهم بعشوائية، خاصة وأن الغرب الذي يعد مصدر العنف -حسبه- وهو الذي يحرض على العنف سيلجأ إلى استغلال هذه الانحرافات والتجاوزات لتبرير احتلاله وعملياته، داعيا في هذا السياق، إلى ضرورة تحديد المصطلحات، خاصة مفاهيم القوة والجهاد والإرهاب: "المفاهيم يجب أن تحدد بدقة ومحاولة تمييعها من طرف البعض ينبغي التوقف عندها".كما أوضح رئيس الجمعية المنظمة، أن هذه المحاضرة تندرج في إطار برنامج وسلسلة من حملات مكافحة الجهل "لأن الجهل بالدين هو وراء هذه التصرفات غير المقبولة عقلا وشرعا"، ويقصد بها العمليات الإرهابية، وقال الأستاذ أحمد سالم ولد احمد دكلة، في تصريح ل"الشروق" أن سوء فهم الإسلام يدفع أيضا لارتكاب هذه الجرائم على خلفية أنه حتى "إن تعلم المرء النصوص الشرعية بفهم غير صحيح فذلك يترتب عنه كارثة، وسوء فهم الإسلام أكثر خطورة من الجهل".