أكد الدكتور طارق رمضان أن الجزائر بإمكانها الخروج نهائيا من أزمة الإرهاب التي ضربت عمقها في تسعينيات القرن الماضي· وأردف الدكتور المثير للجدل في الغرب عموما وأوروبا خصوصا، مؤكدا أن الأزمة الجزائرية كانت عنيفة وعامل الزمن جزء من علاجها· وخلص حفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، حسن البنا، إلى القول إن الجزائر عبر تاريخها قد أثبتت أنها قوية وعصية على الكسر، فيما أقر المتحدث في حوار له مع طبعة نهاية الأسبوع ليومية الوطن، بأن كل الدول عرضة لآفة التطرف والإرهاب التي شدد على ضرورة محاربتها والتصدي لها من جميع الجوانب، داعيا الجزائر إلى مواصلة جهود المصالحة ومحاربة الأسباب الأساسية للتطرف والعنف، دون أن يفوته الحديث عن أهمية التربية في تجفيف منابع الإرهاب الفكرية إضافة إلى تكريس المزيد من الشفافية والديمقراطية واحترام المؤسسات الدستورية· وبشأن العمليات الانتحارية في العالم الإسلامي والغرب أكد رمضان في محاولة لتفسير دوافعها بالقول إنها ''تمثل رغبة لدى الشباب المتطرف في الاعتداء على الغرب في عقر داره لحمله على تغيير سياسته مع العالم الإسلامي''، غير أن حفيد البنا لم يفته تأكيد إدانته لقتل النفس البريئة سواء في العالم الإسلامي أو في الغرب على حد سواء· وعلى الرغم من إدانة المتحدث للإرهاب، إلا أنه أقر بحق بقاء المقاومة وشرعيتها، معتبرا أنها خلاف الإرهاب، ومع ذلك رأى أن المقاومة هي الأخرى ليست معفاة من ضرورة التأكد على شرعية الوسائل المعتمدة في المقاومة·وعرّج طارق رمضان إلى الحديث عن مواقف بعض الدول الأوروبية العدائية للإسلام، مبرزا في هذا السياق على وجه الخصوص فرنسا، التي قال ''إن موقفها العدائي من الإسلام وبعض القضايا الإسلامية يجد تفسيره في معاناة هذا البلد من عقدة فرنسا الاستعمارية للشعب الجزائري الذي أبدى مقاومة شرسة لحرب الإبادة التي تعرضت لها هويته الإسلامية'' على حد تعبير المتحدث· ليضيف في السياق نفسه حديثه عن علاقة الغرب بالإسلام أن تداعيات أحداث 11 سبتمبر جعلت الشعوب الإسلامية تتموقع في موضع الدافع لتهمة ألصقت به ظلما وجورا وتركته في موقع المدافع عن نفسه والمبالغ في التبريرات في آن واحد· قبل أن يستدرك طارق رمضان داعيا العالم الإسلامي إلى الخروج من الفخ المذكورة معالمه آنفا، في مقابل التصالح مع جوهر الإسلام ومعانيه العالمية·