كشف وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل، أول أمس، أن مشروع بناء المدينةالجديدة لحاسي مسعود سيكلف نحو 6 ملايير دولار (ما يعادل400 مليار دينار)، مضيفا أن الدولة لن تمول المشروع لوحدها، حيث سيشارك في تمويل المشروع مؤسسات وشركات خاصة ستقوم ببناء منشآت خاصة بها. وأوضح شكيب خليل في منتدى التلفزيون، أن الشركات النفطية العاملة بالمنطقة -بما فيها سوناطراك- ستقوم كذلك بتمويل أشغال بناء مقراتها الجديدة بالموقع الذي حدد لإنجاز هذا المشروع الرامي إلى تحويل مدينة حاسي مسعود إلى موقع جديد بهدف حماية النسيج العمراني للمدينة من المخاطر الصناعية، مضيفا أن هيأة المدينةالجديدة لحاسي مسعود تلقت من السلطات العمومية غلافا ماليا بقيمة 50 مليار دينار(500 مليون أورو) موجهة لمباشرة الأشغال المرتبطة بالجانب الهندسي من المشروع والتي تمس بوجه خاص إنجاز الدراسات وتنفيذ خدمات المتابعة والمراقبة وتنسيق أشغال المشروع.وكانت هيأة المدينةالجديدة لحاسي مسعود قد قبلت منذ أسبوع عرضين من كل من المجمع الكوري (حاسي مسعود كوريا كونسورسيوم) والمجموعة الفرنسية-التونسية (إيوسيم إنترناسيونال ستودي إنترناسيونال)، وينتظر أن يتم خلال الأيام القليلة المقبلة الإعلان عن المجموعة التي فازت بالصفقة.وحددت الهيأة أجل الانتهاء من إنجاز الأشغال الكلية الخاصة بالمشروع ب76 شهرا (أي 6 سنوات و4 أشهر) منها 16 شهرا خصصت لأشغال الهندسة، حيث أكد وزير الطاقة والمناجم، أن الهدف من إنشاء مثل هذه المدينة يتمثل بالخصوص في توطين العاملين بحقول المحروقات بالجنوب مع عائلاتهم. وأوضح وزير الطاقة والمناجم، بخصوص طلب شركة سونلغاز زيادة سعر الكهرباء، أن الحكومة لم ترد بعد بشكل ايجابي على الطلب الذي تقدمت به شركة سونلغاز والقاضي بالسماح لها برفع أسعار الكهرباء بنسبة 15 بالمائة على ثلاث مراحل، مؤكدا أنه يتحتم على الحكومة البت في الملف باعتماد الزيادة في الأسعار أو بتقديم دعم مالي مباشر لها قصد التمكن من تمويل استثماراتها الخاصة بتطوير شبكاتها والاستجابة للنمو المتزايد للطلب الداخلي على الكهرباء والذي يقارب نسبة 5 بالمائة سنويا، أما بالنسبة للتغطية الوطنية بالغاز الطبيعي فقد بلغت حسب شكيب خليل 39 بالمائة وهي -حسبه- "أعلى نسبة تسجل على المستوى العالمي"، مضيفا أن الجزائر تسعى إلى رفع هذه النسبة إلى 57 بالمائة مع آفاق سنة 2010، مشيرا إلى أن الجزائر بادرت أيضا بتطوير استهلاك الطاقات الجديدة والمتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، حيث تقوم حاليا بإنجاز مشروع هجين لإنتاج الكهرباء بطاقة 150 ميغاوات باستعمال الغاز الطبيعي والطاقة الشمسية في نفس الوقت. وعاد وزير الطاقة والمناجم إلى التأكيد على ضرورة تخفيض استهلاك المازوت في الجزائر من خلال تشجيع استهلاك الموارد النقية ومنها البنزين بدون رصاص والغاز المسال، مؤكدا أن الجزائر استوردت كميات ضخمة من المازوت قدرت ب 200 مليون دولار سنة 2007. وبخصوص ارتفاع أسعار النفط في الأسواق الدولية، ذكر الوزير الذي يشغل كذلك منصب رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، أن الارتفاع لا علاقة له بنقص الإنتاج، بل بتدهور قيمة الدولار.