أعلن السيد مراد زرياتي، المدير العام لمؤسسة المدينةالجديدة لحاسي مسعود، عن عقد مجلس وزراء خلال الأسابيع القادمة لمناقشة وتحديد المبلغ المالي الإضافي الخاص بإنجاز المدينةالجديدة لحاسي مسعود التي ستكون جاهزة في سنة 2016، مشيرا إلى إمكانية تفرغ الدولة بعد إنهاء هذا المشروع لإنجاز مدينة جديدة بمنطقة حاسي الرمل التي صنفت هي الأخرى منطقة ذات أخطار صناعية مما يستدعي إبعاد التجمعات السكانية عن حقول الغاز الموجودة هناك. وخصص لمشروع مدينة حاسي مسعود غلاف مالي أولي قدره 50 مليار دينار، غير أن هذا المبلغ قليل جدا ولا يغطي إلا تكاليف الدراسة وتصميم المشروع، حيث يتطلب المشروع ما يقدر ب 6 ملايير دولار أي ما يعادل 400 مليار دينار، حسبما قدّره السيد شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم من قبل من أجل بناء المدينة بأكملها وتجهيزها بالمرافق الضرورية. وأضاف السيد زرياتي أن عملية فتح الأظرفة التقنية الخاصة بمشروع المدينةالجديدة لحاسي مسعود، التي تمت أمس، ستستغرق حوالي أربعة أو خمسة أسابيع لدراستها دراسة معمقة وتقييمها قبل الشروع في المناقصة المالية. وأشار السيد زرياتي لدى استضافته، أمس، على أمواج القناة الإذاعية الثالثة إلى أن مكتب الدراسات الذي تم اختياره سيشرع مباشرة في دراسة وإعداد المشروع التمهيدي للمدينة وكل ما يتعلق بالمنشآت من سكنات فردية وجماعية وباقي التجهيزات. وتتقاسم شركة سوناطراك مع الدولة تمويل مشروع المدينةالجديدة لحاسي مسعود التي سيتم إنجازها على بعد 70 كيلومتر عن المدينة الحالية والتي صنّفت منطقة خطر كبرى بسبب الحقول والآبار البترولية المتواجدة بها، حيث تتولى شركة سوناطراك عملية تمويل كل الإنجازات التابعة لها في حين تتكفّل الدولة بتمويل كل المنشآت القاعدية والسكنات وغيرها من المرافق الأخرى. كما يمكن للخواص الراغبين في الاستثمار المشاركة بإنجاز فنادق وأروقة تجارية وغيرها من المرافق الضرورية، حسب المتحدث. ويتضمن المشروع بناء 20 ألف وحدة سكنية لفائدة 80 ألف ساكن من المنتظر أن تكون جاهزة في سنة 2016 حسب المسؤول، الذي استبعد وجود أية مشاكل تقنية من شأنها التأثير على المشروع أو عراقيل تعيقه. مضيفا أن الأرضية التي تم اختيارها للمدينة الجديدة والتي تصل مساحتها إلى 4500 هكتار هي مساحة آمنة وصالحة للبناء وليست مهددة بأخطار المنطقة البترولية. وسيجنّد لإنجاز المدينةالجديدة لحاسي مسعود 10 آلاف عامل يشتغلون من 12 إلى 14 ساعة يوميا، حيث ستعمل الورشات بدون انقطاع مع اختيار شركات فعّالة من أجل تسليم المشروع في الآجال المحددة له. وقد تم إلى غاية الآن ترحيل 350 عائلة من المدينة الحالية لحاسي مسعود إلى مناطق أخرى آمنة من أجل إخلاء المنطقة المهددة بالخطر من التجمعات السكانية والأحياء القصديرية التي كانت مبنية فوق آبار البترول، علما أن هاته العائلات تم تعويضها وإعادة إسكانها وبالتالي فهي لا تستفيد من سكنات أخرى عند الانتهاء من إنجاز المدينةالجديدة. وفي هذا السياق، صرح المسؤول عن مشروع المدينةالجديدة لحاسي مسعود أن هذه العملية المتمثلة في إبعاد السكان عن قنوات وآبار البترول تهدف إلى تفادي الأخطار والحوادث الصناعية مثلما تم القيام به في كل من سكيكدة وأرزيو على أمل أن توسع العملية في حال نجاحها لتمس مدينة حاسي الرمل المهددة هي الأخرى بقنوات الغاز الطبيعي والتي صُنّفت كمنطقة خطر لكن بدرجة أقل عن منطقة حاسي مسعود.