تسببت تسريبات بتروكيماوية خاصة النفطية منها الصادرة من منشاءات و أنابيب شركات عالمية تنشط في قطاع المحروقات في هلاك مئات الإبل و الغزلان فضلا عن حيوانات أخرى بالصحراء الجزائرية مما دفع جمعيات محلية للدفاع عن البيئة إلى دق ناقوس الخطر و تنبيه السلطات العمومية و الرأي العام الوطني وجاء في بيان من جمعية حماية البيئة والمساحات الخضراء لان أمناس بولاية اليزي تلقت "الشروق" نسخة منه عبر البريد الالكتروني أن خطر تلوث البيئة في منطقة إن أميناس قد استفحل في الفترة الأخيرة و لم يستثن حتى الحيوانات. و يوضح بيان الجمعية المر فوق بصور مدى الضرر الذي لحق بالحيوانات التي تعد، كما توضح، مصدر هام من مصادر رزق أهل المنطقة. وأكدت الجمعية أن أثناء عملية تفقدها لبضع المواقع التي تعرضت للتلوث الصادر من المنشاءات الغازية و النفطية و حتى من الشركات الخدماتية العاملة في قطاع المحروقات سجلت "موت العديد من الإبل بسبب شربهم مادة سائلة من مخلفات الشركات البترولية على مستوى النقطة PK 60 شمال إن أميناس". ولم توضح الجمعية نوعية المادة السائلة التي فتكت بهذه الحيوانات و ما إذا قد تم اتخاذ إجراءات للتكفل بالقضية محليا لاسيما من الجانب القضائي. وتشير الجمعية إلى أن هذا التلوث قد مس أيضا الحيوانات البرية سواء تلك التي تعيش في الصحراء آو المهاجرة التي تلجا إلى الآبار القريبة من المنشاءات النفطية للشرب علما أن الآبار المائية نادرة في الصحراء في فصل الصيف . و كانت العديد من الجمعيات قد أفادت أن مئات الغزلان حتى النادرة منها إلى جانب طيور صحراوية قد تعرضت للتسمم بعد شربها مياه ملوثة بسبب التسريبات الناجمة عن المركبات النفطية و الغازية في الجنوب الجزائري . و تقول الجمعية أنها "قامت برصد حالات عديدة معززة بصور فوتوغرافية التي تغني عن التعبير" و هي تمثل دليلا عن سخط أهالي المنطقة جراء هذه التجاوزات التي تكلف البيئة بكل مكوناتها خسائر فادحة ". وعليه، طالبت الجمعية التي يرأسها السيد رزوقي أحمد من السلطات بالعاصمة و كذا المسؤولين المحليين التدخل "العاجل" لوضع حد، كما تقول، "لمثل هذه التجاوزات ولحماية هذه الثروة الحيوانية والمساهمة الجادة في الحفاظ على البيئة" . و معلوم أن عدد كبير من الشركات العالمية تنشط في حقول إن أميناس و ايليزي من بينها بريتيش بتروليوم البريطانية و ستاتويل النرويجية و وأنداركو و اركو و هاليبورتون الأمريكية. هذا و كانت الدولة قد فرضت على الشركات الأجنبية العاملة في حقول المحروقات إجراءات تلزمهم باحترام البيئة في الوقت الذي فرضت عليهم أيضا جباية صد التلوث . كمال منصاري