رمضان بلعمري انتقلت حمى حريق الغابات من اليونان إلى الجزائر على ما يبدو، فقد عاشت ولايات من مختلف جهات الوطن نهار أمس حالة استثنائية من الحر الشديد، وأعلنت حالة الطوارئ على مستوى كل وحدات الحماية المدنية، ووجد العقيد مصطفى لهبيري نفسه أمس في أعالي جبال الشريعة لمتابعة عملية إطفاء النيران التي التهمت أجزاء كبيرة من غابات الأطلس البليدي. ونظرا لخطورة الوضع في سفوح جبال الشريعة، فقد أمرت السلطات المحلية بإجلاء عشرات العائلات القريبة من منطقة اشتعال النيران، وهو ما أدخل سكان المنطقة في حالة هيجان وهستيريا كبيرتين بدأت مع الساعات الأولى لفجر يوم الأربعاء عندما قامت عائلات في مشاهد "هوليوودية" بالهروب من ألسنة اللهب، مصحوبين بما أمكن إنقاذه من الدجاج والبقر والغنم، وتواصلت حالة الهلع حينما شاهد مستعملو الطريق الوطني عشرات الشاحنات التابعة لمصالح الحماية المدنية منذ الصباح الباكر تتدفق على محيط مدينة البليدة. وامتدت "أجواء" الحريق إلى العاصمة، حيث تغير لون السماء إلى اللون الأحمر القرميدي أعاد الأذهان إلى حالة الكسوف التي شهدتها البلاد صيف 1999، واتصل عدد من المواطنين أمس ب "الشروق اليومي" للاستفسار عن عما تقوله الأرصاد الجوية في الساعات المقبلة في ظل الارتفاع المذهل لدرجات الحرارة التي تعدت سقف 43 درجة في المدن الساحلية ،كالعاصمة وعنابة وتيزي وزو و بجاية وبومرداس. وفي غرب البلاد وتحديدا بولاية تلمسان، أجبرت العديد من العائلات على إخلاء مساكنها بسبب توسع رقعة النيران في جبال الولاية، أما بولايات الشرق فقد استرجع السكان سنوات "الأرض المحروقة"، بفعل ارتفاع درجة الحرارة إلى مستويات قياسية لم تنزل عن مستوى 40 درجة. وفي مستشفيات العاصمة حيث قامت الشروق اليومي باستطلاع ميداني، أمكن الوقوف على حالة حالة الطوارئ في أقسام الاستعجالات، حيث لم تتوقف عن استقبال الأشخاص المصابين بأمراض التنفس والحساسية خصوصا فئة كبار السن والأطفال. وبسبب الأجواء غير العادية التي تميزت أساسا في تطاير رماد النيران في كل مكان، فضل العديد من سكان العاصمة أمس ملازمة بيوتهم خوفا من الإصابة بضربات الشمس أو تضرر سياراتهم بفعل ارتفاع درجات الحرارة، وسجل مواطنون أيضا تعطل المكيفات الهوائية التي عجزت عن مقاومة حرارة الجو. رمضان بلعمري