استقطبت قضية دعوة فتح الحدود البرية بين الجزائر والمغرب، اهتماما كبيرا لدى القراء الجزائريين والمغاربة، الذي ناقشوا الموضوع باستفاضة كبيرة من خلال موقع الشروق أون لاين، حيث جاءت ردود فعلهم متباينة حول الدعوة التي رفعها الطرف المغربي الذي يريد فتح الحدود والرفض الجزائري الذي يصر على أن القضية يجب أن تحل في إطار أوسع. حيث بلغت عدد القراءات الخاصة بهذا الملف قرابة عشرة الآلاف، وكانت من بين المقالات الأكثر تصفحا منذ نزول الطبعة الحديثة لموقع الشروق، فيما لا تزال تتهاطل تعليقات الزوار على هيئة تحرير الموقع بشكل كبير،وتحولت إلى نقاش حقيقي بين المرحبين بفتح الحدود البرية بين الجزائر والمغرب ومرجعين ذلك إلى عدة اعتبارات واقعية وبين الرافضين لها لهؤلاء مبرراتهم كذلك.حيث ذهبت جل التعاليق إلى اعتبار أن مبررات غلق الحدود بين البلدين لا تزال قائمة، والذين يقفون مع هذه الفكرة يقدرون بحوالي 80 بالمائة من المشاركين في هذا الجدل، حيث طرحوا تساؤلات عديدة عن جدوى فتح الحدود مع المغرب الشقيقة مادامت المخدرات تدخل إلى الجزائر والسلع والبنزين والمازوت تعبر مختلف النقاط الحدودية متوجهة إلى المغرب، رغم أنها مغلقة منذ عام 1994، وبدأت معظم هذه التعليقات بعبارة "لا لفتح الحدود" واعتبر أغلبهم أن فتح الحدود سيكون في صالح المغرب فقط، مثلما عبر عنه بقوله "صحيح أن المغرب جار وأخ يربطنا التاريخ والمصير المشترك ..أما إذا فتحت الحدود سوف نجد المخدرات تزداد.. إذن المصلحة تقتضي أن لا تفتح الحدود"، ونفس الطرح ذهب إليه حكيم من مدينة مغنية "أنا ضد فتح الحدود وأدعو الله عز وجل أن لا تفتح، لان المغرب يريد مصلحته، ماذا جنينا من فتح الحدود الجزائرية المغربية سابقا إلا الآفات الاجتماعية ،كل شيء أصبح يباع بالتجزئة حيث انتشر بيع السجائر".والمثير في الموضوع كذلك أن بعض المغاربة عبروا عن رفضهم كذلك لإعادة فتح الحدود مع الجزائر، حيث ذهب الأحمدي من الغرب بعيدا في طرحه " أنا شخصيا ضد فتح الحدود ..علينا أن نبني جدارا عازلا بيننا وبين هذه الدولة إن فتح الحدود يعني فتح باب جهنم ". فيما ذهب آخرون سواء من الجزائريين أو المغاربة إلى رفض تحميل الرباط مسؤولية انتشار المخدرات والأقراص المهلوسة بالجزائر، والتي تدخل معظمها من الحدود الغربية و قال محمد.ع من المدية وهو يرد على المرحبين ببقاء الحدود مغلقة " اتركوا العصبية واعلموا أنكم حين تدعون إلى إغلاق الحدود تقطعون الرحم بين العائلات؛ وإن كان المغرب يصدر المخدرات فمن الذي يبيعها للجزائريين،من يوزعها ؛من يتاجر فيها؟"، حيث دافع عدد لا يستهان به من القراء على إنسانية قرار فتح الحدود بحجة وجود عائلات جزائرية لها أقارب في المغرب والعكس صحيح.ومن جهة أخرى وجه آخرون دعوات للسلطات العليا في البلدين إلى فتح صفحة جديدة وحل الخلافات العالقة بين البلدين، سيما قضية الصحراء الغربية وبناء صرح الاتحاد المغرب العربي، وإنشاء منطقة حرة للتبادل التجاري بين جميع بلدان المغرب العربي الكبير، ومنهم مزوزي الصالح الذي قال "المغرب والجزائر بلدان شقيقان ومن واجبنا كمثقفين ومجتمع مدني أن نزيح كل العراقيل التي فرقت بين الشعبين ..نتمنى أن نترك الشعب الصحراوي يحددمصيره بنفسه ..كل تمنياتنا بمغرب عربي كبير".أما محمد من بلجيكا فتأسف لفتور العلاقات بين الجزائر والمغرب وعلق يقول " توجد عوامل عدة تربط الشعبين، إن غلق الحدود مدة تزيد عن 14 سنة أمر مؤسف في هذا الزمن الذي يتوحد فيه الأعداء فما بالك بالأصدقاء... على الطرفين أن يعقدا جلسات حوار مطولة لحل كل أسباب الخلاف بينهما، و التفكير في الآليات و التي تؤدي إلى التكامل الإقتصادي بين البلدين ليس فيه خاسر".في حين أمين من المغرب يقول " إذا ارتكبت القيادة أخطاء في الماضي، فالمسامح كريم وعفا الله عما سلف ولننظر للمستقبل لا إلى الوراء".