* حملات الضغط على الجزائر تعكس مأزق الطرف المغربي * فتح الحدود مع الجزائر سينفس الجبهة الاجتماعية في المغرب أكد مصباح مناس أستاذ العلاقات الدولية بكلية العلوم السياسية بالجزائر أن المملكة المغربية هي الخاسر الأول والأخير من تأزيم القضية الصحراوية، وأن حملات الضغط على الجزائر تعكس مأزق الطرف المغربي، مشيرا إلى ضرورة أن يبقى حل القضية الصحراوية في إطار الشرعية الدولية، وأضاف الأستاذ في حديث ل "صوت الأحرار" أن مسألة فتح الحدود من شأنها أن تنفس الضغط الداخلي الذي يعاني منه المغرب، وأن هذا القرار في يد السلطات الجزائرية وهي ستقرر ذلك في الوقت الذي تراه مناسبا. **ما رأيكم في تصريحات عباس الفاسي التي يؤكد من خلالها أن المغرب مصر على إتباع سياسة اليد الممدودة من جهة وأن مسألة الصحراء الغربية تقف عائقا في وجه توطيد العلاقات بين الجزائر والمغرب من جهة أخرى؟ * في اعتقادي هذه المحاولات المغربية تعكس مأزق الطرف المغربي، ذلك أن غلق الحدود بين الجزائر والمغرب له تداعيات واضحة على المغرب، لكنه في نفس الوقت لا يؤثر على الجزائر، فالأزمة المالية العالمية على المغرب أدت إلى احتقان الجبهة الاجتماعية، وفتح الحدود مع الجزائر من شأنه أن يكون متنفسا لهذه الجبهة، وعليه فإن المغرب هو الخاسر الأول والأخير من تأزيم الوضع وليس الجزائر، لذلك نجد أنه في كل مرة يلح على ضرورة فتح الحدود وتعزيز العلاقات بين البلدين يركز في مسعاه على أن المغاربة من أصول واحدة، وأن ما يوحدهم أكثر مما يفرقهم، لكن سياسة النظام الملكي في المغرب تعكس حجم الأزمة التي يعاني منها. **كيف تنظرون إلى الحملة الإعلامية التي يقودها المغرب ضد الجزائر ؟ *هذا استمرار لمسار التعامل المغربي المزدوج فيما يتعلق بالصحراء الغربية، فهو من جهة يدعو إلى بناء علاقات مع الجزائر وإقامة مصالح مشتركة بين البلدين، لكنه من جهة أخرى يروج فكرة أن البوليساريو هي سبب تأزيم العلاقات، حيث أنه يتهم الجزائر من خلال دعمها لقضية الصحراء الغربية بالوقوف وراء عرقلة العلاقات بين البلدين، مع أن حل مسألة الصحراء الغربية يجب أن يبقى في مسار الشرعية الدولية، وأن تفعيل العلاقات بين البلدين يجب أن يكون بعيدا عن هذه المسألة. لكن الطرف المغربي لديه تصوره الخاص بهذا الصدد فهو يرى أن أحسن الحلول هو مقترح الحكم الذاتي، بينما تنظر الجزائر إلى هذه المسألة من زاوية دعمها الدائم لحق الشعوب في تقرير مصيرها من خلال استفتاء شعبي. **ما موقفكم من الاتهامات التي وجهها المغرب للجزائر بكونها تشجع البوليساريو على خرق وقف إطلاق النار بعد تنظيم مسيرة سلمية أمام جدار العار؟ *هذا الأسلوب يدخل في نفس الأسلوب الذي ينتهجه المغرب حيث أن أية مبادرة تأخذها جبهة البوليساريو تكون الجزائر وراءها في منظور المغرب، وكأن الجزائر لا هم لها سوى التدخل في كل صغيرة وكبيرة، لكن السؤال الذي ينبغي أن يطرح هو إذا كان المغرب يعتبر أن نتيجة الاستفتاء ستكون لصالح الانضمام إلى المملكة المغربية بحكم أن غالبية سكان الصحراء الغربية من أصول مغربية، فلماذا يستمر في سياسته المزدوجة في التعامل مع الجزائر واتهامها بالوقوف وراء تعطيل العلاقات الثنائية بين البلدين، أضف أن الجزائر تناصر الشعب الصحراوي من زاوية تصفية الاستعمار، وهو موقف ثابت ودائم للجزائر. **لماذا يصر المغرب كل هذا الإصرار على دعوة الجزائر إلى فتح الحدود؟ *إذا تحدثنا من الناحية التاريخية، فإن من قام بغلق الحدود بين البلدين هو الطرف المغربي، وهو يصر اليوم على إعادة فتحها بالنظر إلى الأضرار والخسائر التي تكبدها جراء غلق الحدود، لكن المملكة المغربية لا تدرك أنها ليست من يختار التوقيت الذي تفتح فيه الحدود أو تغلق، لأن القرار اليوم في يد السلطات الجزائرية وهي التي تقرر متى تفتح الحدود، يبقى أن أشير إلى أن الجزائر حريصة هي الأخرى على تمتين علاقتها مع كافة البلدان المغاربية، لذا يجب علينا أن نخرج من كل هذه المزايدات التي يراهن علها المغرب، ونترك حل الصحراء الغربية في إطار الشرعية الدولية.