السكان يؤكدون:" شخص مجهول لا نعرفه،...ولا نريد أن نعرفه" ! بعد أن ذكرت المصالح المختصة أن الانتحاري الذي كان وراء تفجير يوم الخميس الفارط بمدينة باتنة لحظات قبيل وصول الموكب الرئاسي يدعى "أبو مقداد الوهراني" ، والكشف أيضا أن اسمه الحقيقي "الهواري بلزرق" من مواليد 1980 و ينحدر من أحد الأحياء الشعبية بوهران و بالضبط حي" مديوني" المعروف بحركته التجارية الواسعة... قامت" الشروق اليومي" بالتنقل إلى الحيّ، في محاولة لمعرفة جوانب و تفاصيل من حياة هذا الإرهابي الذي يبقى مجهولا بين الأوساط الشعبية و بين أبناء الحي الذين توافقت رواياتهم على أن هذا اللقب العائلي غير متداول بالرغم من تقديمنا لبعض مواصفات "بلزرق الهواري" اعتمادا على الصورة التي نشرتها" الشروق اليومي" ، مما جعلنا نقتنع شيئا فشيئا أن الانتحاري قد ينتمي إلى إحدى العائلات الوافدة، و التي انتقلت إلى الحي مؤخرا شأنها في ذلك شأن العشرات من الأسر التي بدأت تتوافد إلى "مديوني" خلال السنوات الأخيرة و القادمة من مختلف الولايات بحثا عن مزاولة نشاط تجاري أو هربا من جحيم الإرهاب في غضون العشرية السوداء، فحتى كنية"أبو مقداد" لا تذكرهم بأي شخص بالرغم من تداولها بين وسائل الإعلام حتى أن فضول البعض دفع بهم إلى الإصرار على معرفة عائلة هذا "الوهراني المجهول" على حدّ ذكر أحد سكان الحي. أثناء محاولتنا تقصّي بعض المعلومات و نحن نجوب شوارع و زوايا الحي، شدّ انتباهنا مجموعة من الشباب تتراوح أعمارهم بين ال18 و 28 سنة كانوا يتبادلون أطراف الحديث فيما بينهم بشكل ساخن، و جد ملفت للأنظار و هو الأمر الذي جعلنا نعتقد أنهم يتناقلون أخبار الانتحاري "بلزرق الهواري" أو إثارة موضوع التفجير، ليتضح بعدما اقتربنا منهم أن الجدل كله قائم على تدابير "الحرقة" و أسعار المحركات الخاصة "بالزودياك" و التي تمكنهم من بلوغ إسبانيا في ظروف جد آمنة و جد مريحة، حتى أن أحدهم قد اندهش عندما اكتشف أن منفذ مجزرة يوم الخميس التي راح ضحيتها عشرات القتلى و الجرحى ينتمي إلى حيهم الشعبي، و هو ما استنكره هؤلاء قائلين أنه "بالرغم من الظروف الاجتماعية المزرية التي يعيشونها و مدى رغبتهم في مغادرة المدينة عن طريق"الحرقة" إلا أنهم لم يفكروا يوما في سفك دماء الأبرياء و تكرار سيناريو ما حدث في غضون العشرية السوداء مهما بلغت قساوة و مرارة العيش". السكان ذكروا أيضا أن ما فعله "الهواري بلزرق" لا يمتّ بأي صلة لشيم و عادات المجتمع الوهراني و الجزائري على حد سواء.. من جانب آخر، يجزم الكثيرون "بمديوني" أن النزوح المستمر للعائلات و الأسر إلى مدينة وهران و أحياءها جعل من السكان لا يفرقون بين الغريب و ابن الدار، و هو الأمر الذي وصل إلى حد عدم معرفة أسماء من يحيطون بهم مثلما هو الحال بالمنطقة الشمالية من الحي التي أقرّ أحد قاطنيها القدامى أن البعض يقطن هنا لأشهر معدودة لتتوارى أخبار عن رحيله و قدوم عائلة أخرى و هو ما يجعلهم بعيدين عن معرفة حقيقة "من هؤلاء و من أين قدموا"، علما أن أخبار "بلزرق الهواري" حسب بعض المصادر لم تكن شائعة بين السكان لعدم بقاءه لمدة طويلة في هذا الحي الذي يبقى قاطنوه"مذهولين" من انتماء الانتحاري إليهم. ي.كمال