يعتقد 62 بالمائة من الأمريكيين أن غزو العراق كان "غلطة"، فيما لم تتجاوز نسبة الذين يثقون في إدارة جورج بوش ال خمسة بالمائة وفي الكونغرس 21 بالمائة. وجاء ذلك في استطلاع أمريكي للرأي نشرت نتائجه الاثنين عشية الذكرى السادسة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر. وأظهر نفس الاستطلاع أن 53 % من المستجوبين لا يعتقدون أن العراق سيصبح ديمقراطية مستقرة على الإطلاق.. وتعكس هذه النتائج مستوى التدني الحاصل في شعبية الرئيس جورج بوش الذي جعل العراق جبهة أخرى من جبهاته المفتوحة ضد ما يسميه الإرهاب الدولي .. وأعلنت الولاياتالمتحدة الحرب على "الإرهاب الدولي" منذ هجمات سبتمبر باحتلالها لأفغانستان عام 2001 وكذلك العراق عام 2003 ،رغم أن التقارير الأمريكية نفسها أثبتت عدم وجود أي صلة بين النظام العراقي السابق وتنظيم القاعدة . كما أقامت واشنطن تحالفا دوليا لمحاربة الظاهرة شملت معظم دول العالم .. ولكن إدارة جورج بوش تواجه انتقادات شديدة من طرف منظمات حقوق الإنسان التي تتهمها باستخدام الأساليب غير القانونية وغير الشرعية في معرض مكافحتها لما تسميه الإرهاب الدولي .. كما تؤكد بعض التقارير أن تنظيم القاعدة المتهم بارتكاب هجمات 2001 على مركز التجارة العالمي ومبنى البنتاغون، لم يتراجع عن عملياته وإنما زادت نشاطاته وامتدت في العالم كالأخطبوط . وتقول الإدارة الأمريكية أن شبكة القاعدة وحلفاؤها أعادوا تشكيل قواعدهم في المناطق القبلية شمال غرب باكستان على الحدود مع أفغانستان وأن أسامة بن لادن لجأ إلى هذه المناطق القبلية الباكستانية مع ابرز مسؤوليه . كما يؤكد المسؤولون الأمريكيون أن القاعدة تقوم بتجنيد مقاتلين من تلك المناطق كي يقوموا باستهداف مصالحها .وازداد نشاط القاعدة وحليفتها طالبان خلال الآونة الأخيرة ضد قوات التحالف والقوات الحكومية في باكستانوأفغانستان ونتيجة هذا التصعيد خسر الجيش الباكستاني في تلك المناطق حوالي ألف رجل منذ مطلع 2002 .. وعشية الذكرى السادسة لهجمات 11 سبتمبر التي كانت قد خلفت ثلاثة ألاف قتيل ، كشف محمد هارون زرقون الناطق باسم رئيس الوزراء الأفغاني السابق قلب الدين حكمتيار أن أسامة بن لادن وقائد طالبان الملا عمر "لا يزالان على قيد الحياة وهما في صحة جيدة".وأكد من مكان سري لوكالة الأنباء الفرنسية عبر الهاتف عدم علمه بمكانهما . وكرر الناطق القول أن الرجلين الملاحقين يختبئان في مكان ما على طول الحدود بين أفغانستانوباكستان . ويوم الجمعة المنصرم ، ظهر زعيم القاعدة مجددا على شريط فيديو ، لأول مرة منذ أكثوبر 2004 عندما هدد وقتها بشن هجمات جديدة ضد الولاياتالمتحدة قبل أيام من الانتخابات الرئاسية الأمريكية . وفي الشريط الأخير الذي وجه للشعب الأمريكي وقالت الاستخبارات الأمريكية أنه فعلا لبن لادن بعد تحليله ،اتهم زعيم القاعدة الرئيس بوش بدعم الطائفية في العراق وأنه السبب في أنهيار أوضاع هذا البلد بسبب سياسته. وتابع بن لادن أن "عجز النظام الديمقراطي وطريقة تلاعبه بدماء الشعب من خلال التضحية بجنود وشعوب باسم مصالح الشركات الكبرى المتعددة الجنسية، بات واضحا بنظر العالم ونظركم. والشركات الكبرى هي الإرهابيون الفعليون الطغاة"، حسب نص الشريط. وقد فتح الشريط الجديد باب النقاش والجدل داخل الولاياتالمتحدة وخاصة بين الجمهوريين والديمقراطيين ، فبينما قلل البيت الأبيض من أهمية الشريط وقال على لسان إحدى مسؤولاته أن بن لادن ظهر كرجل "عاجز" ، إلا أن بعض الجمهوريين انتقدوا هذا الموقف واتهموا الحكومة بالفشل في مطاردته في الأعوام التي تلت غزو أفغانستان .. ل/ل