اتهم رئيس ايران الأسبق، أبو الحسن بني صدر، الذي يعيش في المنفى، وأشد معارضي حكم رجال الدين في طهران منذ الإطاحة به ولجوئه إلى فرنسا عام 1981، الزعيم الأعلى، آية الله علي خامنئي، باستغلال الانتخابات الرئاسية لإضعاف سلطة الرئيس، وترسيخ سلطة المرشد. وقال بني صدر، 80 عاما، فى تصريحات صحفية، أمس، إن المرشحين الستة الباقين في سباق الرئاسة الإيرانية لا تفرق بينهم سوى خلافات سياسية طفيفة، وأضاف "أي رجل من بينهم يختاره خامنئي سينفذ أوامره"، الجمهورية تلغي نفسها في مواجهة الزعيم". وللزعيم الإيراني الأعلى القول الفصل في كل السياسات الإيرانية الهامة التي تهم العالم، ومنها برنامج تخصيب اليورانيوم الذي فرضت على البلاد بسببه عقوبات دولية وتأييد طهران للرئيس السوري، بشار الأسد. ورغم ان الرئيس الإيراني المنتخب يدير بشكل عام الشؤون الاقتصادية للبلاد المنتجة للنفط، وهو أرفع شخصية عامة في ايران، إلا أن الرئيس الحالي، محمود احمدي نجاد، دخل في مواجهات متزايدة مع خامنئي في فترته الرئاسية الثانية، غير أنه بدا كشخصية هامشية. وقال بني صدر، وهو من قادة حركة الاحتجاجات في السبعينات التي اطاحت بشاه ايران، كما رافق الزعيم الإيراني الأعلى الراحل آية الله روح الله الخميني من المنفى عام 1979 وانتخب رئيسا لإيران عام 1980، ان كل المرشحين لخلافته أظهروا خلال المناظرات التي جرت قبل الانتخابات انهم بعيدون عن نبض الشارع، ولا يعرفون المتاعب الاقتصادية للمواطن الإيراني العادي. وتابع "الرئاسة انتهت. حتى تحت (رئاسة) أحمدي نجاد كانت الجمهورية تقاوم. كان له قول، لكن هذا انتهى. لا يجرأون على القول اننا وصلنا إلى طريق مسدود". وقال بني صدر ان الايرانيين يدركون تماما ان الانتخابات لا تعني الكثير، وصرح بأن العقوبات الغربية والتهديد المستتر بالحرب لمنع البلاد من امتلاك اسلحة نووية، قوّى يد خامنئي، وأضاف "سياسته هي معرفة حجم الخوف الذي يمكن ان يصيب الشعب بالشلل. هذه الانتخابات تقول لهم ان الخيار هو بين صناديق الانتخابات والجحيم"، مشيرا إلى الصراعات الدائرة إلى شرق ايران في أفغانستان وإلى الغرب في العراق وفي سوريا. وأوضح انه منذ الخميني كانت هناك حملة لإنشاء "حزام شيعي" يضم إيران والعراق وسوريا ولبنان ليمتد في قطاع كبير من العالم الاسلامي، واستطرد "بهذه الطريقة (ايران)... يمكن ان تلعب دورا كمرشد للعالم الإسلامي"، وكلفت هذه السياسة إيران غاليا خلال حربها التي استمرت ثماني سنوات مع العراق بقيادة الرئيس السني الراحل صدام حسين في الثمانينات، ولاحقا بسبب دعمها لحزب الله الشيعي في لبنان والأسد وهو علوي، وقال بني صدر "جزء كبير من ضعف النظام يرجع إلى هذه الأزمة (الرغبة) في إقامة هذا الحزام بأي ثمن، خامنئي يريد أن يساعد الأسد بأي ثمن".