انعقد منذ السادس إلى غاية الثاني عشر من الشهر الجاري، مهرجان السينما الإسلامية الثالث "المنبر الذهبي" في قازان وجرى هذه السنة تحت شعار "عبر حوار الثقافات - إلى ثقافة الحوار". ،حيث تم عرض ما مجموعه 49 فيلما من 39 دولة. عرف فيها مشاركة عربية مهمة على غرار الطبعات السابقة .الجزائر انضمت أخيرا إلى القائمة. وترأس لجنة التحكيم هذا العام المخرج البلغاري المعروف رادسلاف سباسوف. وضمت اللجنة الممثلة المصرية المشهورة صفية العمري وشخصيات معروفة أخرى في عالم السينما. وكان من بين ضيوف المهرجان، رئيس المهرجان، رئيس مجلس المفتين في روسيا راوي عين الدين، ووزير الثقافة الأذربيجاني بولاد بلبل أوغلي، ونجمة السينما الفرنسية العالمية كاترين دينيوف. المنظمون ابدوا ارتياحهم في استقرار مهرجان "المنبر الذهبي" السينمائي بشكل دائم في أراضي تتارستان. وسبق ان جرت فعاليات المهرجانان الأول والثاني في سبتمبر (أيلول) عام 2005 وفي سبتمبر عام 2006 في عاصمة تتارستان مدينة قازان. اين يشرف على تنظيمه مجلس مفتي روسيا ورئيسه المفتي الشيخ رواي عين الدين وكذلك شركة التلفزيون "العالم الإسلامي" والمركز الثقافي الإسلامي الروسي و"كونفدرالية اتحادات السينمائيين". وشارك في المهرجان الأول للسينما الإسلامية 27 فيلما من 12 دولة، وفي الثاني 34 فيلما من 20 دولة من بينها الجزائر التي حضرت بفيلمي " انديجان" للمخرج رشيد بوشارب و "حرب الجزائر" للمخرج الايطالي جيلو بونتيكورفو. وأشار رئيس مجلس المفتين في روسيا الشيخ راوي عين الدين إلى أن "الأفلام التي ستعرض في المهرجان لم تصور من قبل المسلمين فقط بل ومن قبل ممثلي الديانات الأخرى أيضا. والاهم هو أنها تدعو إلى التمسك بمبادئ الإنسانية والجمال والخير". المهرجان حسب قول منظميه، أصبح مكانا للقاءات المنتظمة بين شخصيات الثقافة والفنون في روسيا والبلدان الإسلامية وتبادلهم الخبرة. ومع ذلك بوسعهم المشاركة في المهرجان لا المسلمون وحدهم بل وممثلو الطوائف الأخرى الذين ينتجون أفلاما تبشر بالتقاليد الروحية الأخلاقية والثقافية الإنسانية. وإن الشيء الرئيسي هو أن تتجاوب مع أهداف هذا المهرجان في خلق تصور موضوعي في المجتمع الروسي والعالم حول الإسلام والمسلمين. و جذب مهرجان السينما "المنبر الذهبي" الثالث إلى روسيا العديد من السينمائيين الأجانب ، بما في ذلك ممثلو بلدان عربية. و حسب تصريحات المنظمين فالجوائز لا تعتبر الشيء الرئيسي. كون أهمية المهرجان الثقافية تكمن في مساهمته في الحوار بين ممثلي مختلف القوميات والأديان بالذات. وإن المنظمين يعولون على زيادة عدد المشاركين في المهرجان في العام القادم. وتمنح للأفلام المشاركة عدد من الجوائز ، يبلغ إجمالي قيمتها 100 ألف دولار أمريكي موزعة على الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والأفلام التسجيلية والقائمين على صناعة تلك الأعمال من مؤلفين ومخرجين وفنانين إضافة إلى جائزتين إحداهما مقدمة من رئيس جمهورية تتارستان والأخرى من مؤسسة العالم الإسلامي. كما منحت اللجنة المنظمة للمهرجان جائزة للمخرج السينمائي الراحل مصطفى العقاد الذي قُتل في تفجيرات وقعت بالعاصمة الأردنية عمّان في شهر نوفمبر 2005 ويعتبر فيلما (الرسالة) و (عمر المختار) اللذان أخرجهما مصطفى العقاد من روائع الأعمال السينمائية العالمية. و لقد مثل السينما العربية في المهرجان مخرجون ومنتجون من الكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية و الجزائر. كذلك شارك ضيوف من بريطانيا والنرويج واليابان وإندونيسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة ليعكس الاهتمام المتزايد بمهرجان السينما الإسلامية. اطمة بارودي/الوكالات