شهد شهر ماي تنظيم عدة نشاطات وتظاهرات ثقافية بشكل مكثف جعل القائمين على تلك النشاطات يفقدون قدرتهم على التحكم فيها، مما يطرح إشكال التنظيم الذي قال عنه بعض الفنانين العرب الذين يشاركون في المهرجان الوطني للمسرح المحترف إنه ''فاقد للاحترافية'' يضاف إلى ذلك عزوف الجمهور العام عن تلك النشاطات.. شهد هذا الشهر تنظيم الطبعة الثالثة لعكاظية الجزائر للشعر العربي تحت شعار ''القدس في ضمير الشعر العربي'' وذلك من 19إلى 23ماي الجاري، وقد شهدت التظاهرة تسجيل بعض الهفوات التنظيمية خصوصا ما تعلق بالضيوف العرب الذين اشتكى بعضهم من سوء التنظيم على غرار الشاعرة العراقية سارة طالب سهيل التي وجدت نفسها ''جائعة'' في مدينة تيبازة التي اختارت أن تزورها للتعرف على معالمها السياحية، كما عبر عدد من الشعراء العرب وحتى الجزائريين عن عدم رضاهم بالمساحة الوقتية التي منحت لكل شاعر مشارك والتي لم تتعد العشرين دقيقة وهي مدة لا تكفي حجم ''التدفق الشعري'' وفق تعبير الشاعر الكويتي سامي القريني، كما عرف ذات الشهر تنظيم شهر التراث الثقافي تحت شعار ''حماية التراث الثقافي'' وذلك من 18أفريل إلى 18ماي بالإضافة إلى تظاهرة ''أندلسيات الجزائر'' التي نظمتها مؤسسة فنون وثقافة تحت شعار ''نوبة في الربيع'' وقد شهد حفل اختتام هذه التظاهرة الذي نظم أمس فوضى تنظيمية قال عنها أحد المنظمين ل''البلاد'' إن ''هناك شيئا كبيرا وخطيرا يحاول المدير تصليحه''، وشهد الشهر أيضا فعاليات المهرجان الثقافي الأوروبي ''9 13 ماي'' بالإضافة إلى تظاهرة المهرجان الوطني للمسرح المحترف الذي يعرف هو الآخر سوء تنظيم استاء له فنانون عرب وجزائريون في انتظار انطلاق فعاليات الطبعة الثانية للمهرجان الثقافي الإفريقي من 5 إلى 20جويلية المقبل الذي ينظم تحت شعار النهضة والتجديد الإفريقيين. وفي هذا السياق يوجد في أجندة وزارة الثقافة 33 مهرجانا وطنيا ودوليا على غرار المهرجان الوطني للموسيقى الحالية والمهرجان الوطني لمسرح الهواة، ومهرجان تيمقاد الدولي ومهرجان الجزائر الدولي للسينما، والمهرجان الدولي للمالوف والمهرجان العربي للسينما والمهرجان الدولي للخط العربي المنظم مؤخرا، بالإضافة إلى المهرجان الوطني للشعر النسوي وغيرها من المهرجانات التي باتت تقليدا تحاول وزارة الثقافة من خلاله إعادة بعث القطاع بعد سبات عميق يرجعه بعض المختصين إلى ميراث العشرية الدموية وسنوات الإرهاب. وعلى الرغم من العدد الكبير للتظاهرات الثقافية التي تنظم هنا وهناك، إلا أن جلها لم يعد بأي مردودية تذكر في الميدان كون تلك النشاطات والتظاهرات تركز على الكمية بدل النوعية بدليل أن شهر ماي مثلا شهد تنظيم أكثر من سبع تظاهرات لم يتعاط معها الإعلام العربي بالشكل المنتظر رغم الصبغة العربية التي ترافق تلك التظاهرات.