كشفت عدسات كاميرا فلسطينية همجية الجيش الإسرائيلي، وهو يعتقل طفلا فلسطينيا من الخليل، لا يتجاوز السنوات الخمس، بتهمة إلقاء حجر. وبموجب ما هو متبع لدى اعتقال أطفال وفتية يضطر الجيش لاصطحاب الطفل إلى بيت والديه ليبلغهما عن اعتقاله. وفي تدوين شهادة أم الطفل فقد اختبأ الطفل، وديع مسودة، خلف الفراش لحظة وصوله الى البيت مع الجنود وراح يبكي مرتعبا وزاد رعبه لدى فشل والده في إقناع الجيش بعدم اعتقاله. وبعثت منظمة "بتسيلم"، الناشطة في مجال حقوق الفلسطيني، برسالة إلى قائد المنطقة العسكرية في الضفة الغريبة، حول ممارسة الجيش وطلبت تفسيرا عن مدى خطورة الطفل على الجيش وكيف يمكن اعتقاله وهو في هذا الجيل الذي وإن ضرب حجرا لا يشكل خطرا على حياة الجنود. ودونت المنظمة تفاصيل جريمة الاعتقال عبر ما جمعته الناشطة في المنظمة منال الجعبري، فكتبت تقول:" قام سبعة جنود وضابط باعتقال الطفل قرب حاجز بجانب الحرم الإبراهيمي في الخليل ، وذلك في أعقاب قيامه بإلقاء حجر. وقد تم إدخاله إلى جيب عسكري بمرافقة مواطن فلسطيني ليرشدهم على الطريق إلى بيت والديه. وقد حاولت الأم منع اخذ الطفل إلى حين وصول والده ، وبعد نصف ساعة من توقيف الطفل ، وصل الأب وأثناء ذلك اختبأ الطفل وراء الفراش وهو يبكي رعبا، فيما فشلت محاولات الأب بإقناعهم أن الحديث يدور عن طفل في الخامسة ، إذ هدد الضابط باعتقال الأب إذا لم تستجب العائلة، وهكذا كان إذ تم نقل الطفل ووالده إلى ثكنة الجيش في شارع الشهداء في الخليل ". وتابعت المنظمة تقول :" تم توقيف الأب والابن لأكثر من ساعة ونصف ، ثم قام الجنود بتكبيل يدي الأب وتغطية عينيه، واصطحبوه إلى حاجز وهناك أوقف لمدة 30 دقيقة أخرى، وفي هذه الأثناء وصل ضابط برتبة مقدم وسأل الطفل عن سبب إلقائه الحجارة، ثم وبخ الجنود لاعتقالهم الاثنين أمام الكاميرات موضحا أنهم يسببون بذلك ضررا إعلاميا ، وعندها قام أحد الجنود بفك وثاق الأب". وفي الرسالة التي بعثت بها المنظمة الى قائد المنطقة الوسطى جاء :"الحديث لا يدور عن جندي أخطأ ، انما عن تصرف جماعي لجنود قاموا باخافة طفل في الخامسة من عمره الى درجة الرعب الشديد، دون ان يرمش لهم جفن". يشار الى ان ما يسمونه "جيل المسؤولية الجنائية" في الضفة هو 12 عاما، أي يمنع اعتقال او احتجاز طفل اقل من هذا العمر، حتى وان كان مشتبها بعمل جنائي. اما وثيقة حماية الطفل الدولية والتي وقعت عليها اسرائيل تحتم على السلطات حماية الاطفال ولا سيما طفل بجيل خمس سنوات.