تكشف لنا الفنانة الفكاهية عتيقة طوبال في هذا الحوار حكايتها مع أول رمضان صامته، وحنينها الدائم لسهرات وقعدات أيام زمان في الأحياء الشعبية، ولعادات وتقاليد تراجعت واندثرت تحت سطوة الحداثة والتكنولوجيا. كما تتحدث عن إشاعة إصابتها بالسرطان والتي كانت السبب في عزوف أغلب المنتجين عليها وغيابها على شاشات التلفزيون في رمضان الحالي. كيف يكون مزاج عتيقة في رمضان؟ مزاجي في رمضان لا يختلف كثيرا عن الأيام العادية أي أن شهر رمضان "ما يغلبنيش"، لكن في حالة ما "خلط فيّا" أي شخص أو أزعجني فسأرد عليه، فأنا بطبعي سريعة الانفعال في الأيام العادية لكنني أروق بسرعة، وبعد 5 دقائق أتصالح معه وتجديني أتكلم معه بطريقة عادية فأنا مثل "الرغوة" فقاعات فقط وأهدأ فورا.
كم كان سنك عندما صمتِ لأول مرة، وهل تتذكرين تفاصيل ذلك اليوم؟ أذكر أنني صمت صغيرة حيث كان عمري 9 سنوات، ولأنني ضعيفة البنية فقدت وعيي لكنني حرصت على إكمال اليوم، ورغم أن قريبي اعترض وعاتب والدتي لكنني تمسكت بموقفي ورفضت الإفطار قبل الآذان.
كيف تقضين يومك الرمضاني؟ أخرج في الصباح للتسوق لأرجع إلى مملكتي فأمارس هوايتي في الطبخ، فأنا بارعة في تحضير مختلف الأكلات التقليدية التي تعلمتها من والدتي رحمها الله كالكباب، المدربل، السفيرية، طاجين الزيتون... وأحاول تقسيم وقتي بين الصلاة وقراءة القرآن فرمضان فرصة للتقرب من الله.
وبعد الإفطار ما هي وجهتك المفضلة؟ عندما أنتهي من الأعمال المنزلية أفضِّل متابعة البرامج الرمضانية في التلفزيون، واستقبال الأهل والأصدقاء، فأنا أقيم في الطابق العلوي ووضعي الصحي لا يسمح لي بالصعود والنزول عدة مرات.
هل لمست فرقا بين سهرات رمضان في الماضي وحاليا؟ بالطبع، هناك اختلاف جذري؛ عادات كثيرة انقرضت، ففي الماضي كنا نتجمع في حيي العتيق ب"سوسطارة" حول "النافخ" و"البوقالات"، أما الآن فكل شيء اختلف.. الجيران تغيروا والعادات زالت ولم يبق سوى القليل منها في الأحياء الشعبية، وهو ما شعرت به عند إفطاري ببيت عمتي في "باب الوادي" مازالت هناك "ريحة" رمضان.
جمهورك اشتاق إليك ويتساءل دوما عن سر غيابك عنه في رمضان الحالي؟ في الحقيقة قدمت بعض الأدوار وأنا راضية جدا عنها مثل "الطاكسي" مع "محمد صحراوي"، سيتكوم "السيشوار" و"الشو" مع "بيونة" على قناة "الشروق"، وهي أدوار أحبها جمهوري وتفاعل معها ولكن قل نشاطي مقارنة بالسنوات الماضية، فإشاعة إصابتي بالسرطان والعملية الجراحية التي خضعت لها مؤخرا جعلت المنتجين يعزفون عني، وهو ما انعكس سلبا على مزاجي وحالتي النفسية أيضا، فالفنان يجب أن يعمل في كافة الظروف حتى المرض.