يقارب شهر رمضان على الرحيل وبقي حديث الناس عن أذان الإمساك الذي أصبح من الأمور التي تؤرق الصائم في هذا الشهر الكريم، ورغم إصدار وزارة الشؤون الدينية لتعليمة احترام مواقيت الأذان نظرا لشكوى الناس إلا أنهم لازالوا يعانون من اختلاف أوقات الآذان في مساجد عديدة غالبا ما تكون هذه المساجد قريبة من بعضها. فالأذان ينطلق في بعض المساجد على الساعة الرابعة وعشرين دقيقة لتتبعه بعد ذلك معظم المساجد يختم آخرها هذه السلسلة عند الساعة الخامسة إلا عشرين دقيقة. وقد أدى هذا الوضع ببعض المواطنين إلى تجنب الاستيقاظ للتسحر حتى وإن كان سنة يفضل العمل بها لمن أراد مرضاة الله بالعمل بسنة الحبيب صلى الله عليه و سلم، فحسب ما صرحت به "للشروق اليومي" سيدة في الأربعين من عمرها أنها اعتزلت السحور حتى لا تراودها شكوك في صومها، إذ أن العديد من الناس لا يفقهون أذان التنبيه وأذان الإمساك. خلافا لذلك فهناك من يستيقظ باكرا قبل وقت السحور، في حين يستحب تأخير وقت السحور استنادا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم "مازالت أمتي بخير ما عجلوا فطورهم و أخروا سحورهم"، فقد صرحت عجوز "للشروق اليومي" أنها"أصبحت توقظ أبناءها على الساعة الثالثة صباحا نزولا عند رغبتهم خوفا منهم من الشك في صحة صيامهم". على غرار هؤلاء فكثيرون أصبحوا لا يكترثون للأذان، إذ أن إتباع المواقيت و النظر إلى الساعة هو ما يحدد به مواقيت إمساكه، و في هذا السياق تقول ربة بيت "أنها حتى و إن سمعت الأذان في غير الوقت الذي أذيع فيه، فإني لا أمنع نفسي و عائلتي من التسحر". في حين أن بعض الأشخاص يرون أنه من الطبيعي أن يأتي الأذان على هذه الحال فمن المستحيل التوفيق في جعل كل مؤذنين المساجد يؤذنون في وقت واحد حتى و إن أصدرت وزارة الشؤون الدينية تعليمة بذلك، ليبقى العديد من الجزائريين الحريصين على أداء فريضة الصيام بدون شكوك تفسد عليهم حلاوة العبادة في حيرة من أمرهم حتى ينقضي هذا الشهر الكريم. كنزة.ب