ضرب عدد من مؤذني المساجد تعليمات وزارة الشؤون الدينية والأوقاف والقاضية باحترام المواقيت الشرعية وفق الرزنامة الرسمية خاصة عند الإفطار والإمساك عرض الحائط، وتم تسجيل بعض المخالفات في هذا الأمر في عدد من مساجد العاصمة وضواحيها حسب ما استقيناه من شهادات المواطنين الذين أكدوا أن هناك من يسبق الوقت الشرعي بحوالي 5 إلى 7 دقائق منذ حلول شهر رمضان المعظم. ولهذا الأمر يضطر العديد من المواطنين إلى الإفطار على آذان التلفزيون الجزائري أو الإذاعة الوطنية، وهذا من أجل أن يكون صيامهم صحيحا خاصة في ظل وجود بعض المساجد التي تستبق آذان الإفطار بحوالي 5 دقائق أو تؤخره لدقائق أخرى. وقد تم تسجيل هذا الأمر في عدد من بلديات العاصمة منها الأبيار، بئر خادم، وعين النعجة. وكانت الوزارة قبل أيام قليلة من حلول شهر رمضان المعظم قد حذرت الأئمة على لسان وزير القطاع غلام الله بعقوبات صارمة في حال التهاون بهذا الأمر ودعا الأئمة والمؤذنين إلى احترام الرزنامة الزمنية الرسمية للمواقيت الشرعية للصلاة سيما تلك المتعلقة بالإفطار والإمساك الخاصة بشهر رمضان الكريم. وأكد على ضرورة توحيد الآذان في المدن والأحياء خاصة خلال شهر رمضان وذلك ''تفاديا لخلق الفتن والبلبلة في المساجد والتسبب في إفساد عبادة الناس''. ودافع وزير الشؤون الدينية آنذاك عن الرزنامة التي تضعها الوزارة واعتبرها علمية، محذرا أئمة المساجد من التخلي عن الالتزام بها، خاصة وأنها قائمة على العلم وتوحد مساجد الوطن في الإفطار والإمساك، مشددا على ضرورة أن تلتزم مساجدنا بها في شهر رمضان. واعتبر الوزير المخالفين للأمر أو الدعاة لذلك سيثيرون الفتن التي تهدد الجزائريين خاصة وأن العام الماضي احترمت المساجد جميع المواقيت، على خلاف ما كان يحدث في التسعينات في إشارة منه إلى الجماعات السلفية التي لازالت تريد نشر أفكارها. وأوضح أن الهدف من الإلحاح على احترام الرزنامة الرسمية لمواقيت الصلاة يمثل ''ردا على بعض الإشاعات التي كانت تروج هنا وهناك والتي تزعم بأن الرزنامة التي تنشرها الوزارة هي رزنامة سياسية''، مؤكدا أن هذه الرزنامة ''هي قائمة على العلم وعلى حسابات دقيقة''. المكلف بالإعلام بالوزارة ''هناك حالات استثنائية والغرض منها ليس سياسيا '' وحول هذا الموضوع أكد المكلف بالإعلام بالوزارة في اتصال مع ''الحوار'' أن حدوث مثل هذا الأمر لا يرجع إلى ذهنيات أو أفكار الأئمة اليوم والقاضية بعدم احترام الرزنامة التي كانت تعتبر في وقت سابق سياسية، وإنما ''فيه حالات استثنائية عبر الوطن في مساجدنا ويستحيل أن تضبط مواقيت الإفطار بنسبة 100 بالمائة''. أما عن العقوبات التي تنجر عن المتعمدين مخالفة تعليمات الوزارة قال المتحدث ''إنها نفس عقوبات يتلقاها أي إطار من إطارات الوزارة، خاصة بعد صدور القانون الأساسي والذي حدد المسجد كمؤسسة من مؤسسات الدولة ''، لكن يضيف عدة ''أنه قبل اتخاذ إجراءات عقابية في حقه يكون هناك تنبيه أولي، وإن أصر على الأمر يتم وضعه تحت المراقبة ليحال على المجلس التأديبي كما جاء به القانون الأساسي'' ، مع العلم أن كل المؤذنين وزعت عليهم نشرية الوزارة الخاصة بضبط مواقيت الصلاة. الإشكال كان مطروحا في المصليات الجامعية من جهة أخرى أكد مدير الشؤون الدينية لولاية بومرداس باعتبارها الولاية التي يكثر فيها الأئمة السلفيون والذين يتخلفون عن الالتزام بتعليمات الوزارة، كما أكد الوزير مؤخرا في تصريحات صحفية على أنه التقى ''بأحد أئمة المساجد الذي أكد له أنه لو اتبع رزنامة الوزارة فالمواطنين لن يتبعوه وينفروا عنه'' . وفي هذا السياق أكد مدير الشؤون الدينية للولاية السيد بوقريط في اتصال معه أن المديرية أخذت على عاتقها شعار''اللي يخرج عن الصف يخلص''، موضحا أن الوزير غلام الله قد اجتمع معه وأعطى تعليمات صارمة في هذا الشأن . وقال المتحدث إن الإشكال كان مطروحا في مصليات الأحياء الجامعية التي تخضع إلى النظام الداخلي للجامعة، لكن هذا العام لم نسجل هذا لعدم انطلاق السنة الجامعية بعد، مما لم نتلق لحد الساعة شكاوى في هذا الموضوع. ''من كبر أولا نفطر معه'' وفي نفس السياق أكد عدد من المواطنين أنهم يفطرون مع آذان حيهم لأنهم يمسكون معه وليس مع التلفزيون، ولا يهتمون لأمر احترام المواقيت في ظل دخول وقت الإفطار أو الإمساك، أما مواطنون آخرون فقد أكدوا أنهم لا يولون للأمر أهمية كبيرة فمن كبر أولا نفطر معه، أما الإمساك فنمسك على آذان مسجد الحي. وقال أحدهم ''لا داعي لتكبير هذا الموضوع فالمواطن الجزائري راشد بما فيه الكفاية في هذا الموضوع والأصح هو الإفطار مع جامع الحي لأنك لا تستطيع أن تصلي مع تراويح التلفزيون يضيف نفس المتحدث''.