ما يحدث في بعض المساجد قبل وأثناء وبعد أداء صلاة التراويح أصبح لا يحتمل لا دينيا ولا أخلاقيا"..هكذا يعلّق كثير من المواطنين على بعض التصرفات التي تقع هنا وهنالك منذ بداية شهر رمضان، وحوّلت العبادة إلى صراع على الإمامة كما قسمت بعض الجماعات إلى فرق ونحل داخل المسجد الواحد، والغريب أن مثل هذه الصراعات تظل قنبلة موقوتة لا تنفجر إلاّ في شهر رمضان حيث من المفروض أن يتوحد الناس في الصيام والعبادة. وقد نقلت الأخبار جديد هذا الصراع الخفي، فيما وقع بمسجد بلدية الشنتوف بولاية عين تموشنت قبل يومين، حيث رفض مصلّون الإمام المختار للصلاة وبايعوا إماما آخر قالوا أنه أفضل صوتا وأحسن تجويدا، لكن الأمر لم يتوقف عند حدود هذه المبايعة فقد رفضت الجماعة الأولى فكرة التداول على سلطة الإمامة، ودخل الجميع في عراك قال شهود عيان أنه أوقع جرحى وسط أشخاص كان من المفروض أن يكونوا القدوة في العبادة والخلق وليس في القوة والعصبية..ولا يقتصر الأمر على عين تموشنت وحدها، فما زال الكثير من المصلين الذين يصفون أنفسهم بأهل الجماعة والسنة (والآخرين لا !) يختارون مساجد بعينها بعيدا عن أئمة المساجد المعينين أو الموظفين وأصحاب الشهرية، وهو ما حرّك الخلاف القديم الجديد حول محاولة البعض التسلل من رقابة الدولة واحتلال أماكن العبادة... وبعيدا عن صواب هؤلاء أو خطأ أولئك، تشير سلوكات المصلين في ولايات الغرب أنهم اختاروا منذ بداية رمضان مساجدهم بكثافة، ففي بلعباس يبقى مسجد ابن تيمية يجلب له عشرات المصلين، رغم قول البعض أن معظمهم من الأثرياء والمرتاحين ماديا، لكن لا بأس طالما أنهم يتساوون في ركوعهم وسجودهم، وفي وهران ما يزال مسجد الحمري هو الأقرب للوهرانيين من أجل التقرب للمولى عز وجل، والملاحظ أنّ هذه المساجد سلمت من الصراعات والخلافات التي تتزايد أكثر في المناطق النائية والبلديات المعزولة، مثلما وقع في عين تموشنت المشار إليها سابقا والتي لم تجد المديرية الوصية من حلّ لتجنب الفتنة فيها سوى بنقل الإمامين إلى مكان آخر وتعيين إمام ثالث (يشبه رجل الإجماع !). كما ينقل بعض المواطنين تفاصيل ما حدث في مسجد بولاية بلعباس قبل سنوات، حيث لم يستقر فيه أيّ إمام لسنة واحدة فقط، وكان يتم دوما الانقلاب عليه بحجة أو بأخرى، سواء باتهامه بعدم الاستيقاظ في صلاة الفجر، أو لإطالته القراءة، أو حتى التلاعب في أموال الزكاة والصدقات... وقد تفاقمت هذه الصراعات حسب متتبعين بسبب قيام لجان المساجد بأداء دور المراقب للإمام وتوجيهه لزيادة الصدقات والبحث عن كل المبررات لدفع المصلي الزوالي من أجل إخراج ما يمتلك من دنانير في جيبه لبناء المسجد أو ترميمه، وطبعا الويل لمن يمتنع أو يسأل عن وجهة هذه الأموال، وهي كلها شوائب علقت بالعبادة الخالصة لله تعالى، وشوهت بيوته عز وجل، ويرى كثيرون أنها كانت سببا في تنفير الشباب من العبادة، خصوصا عندما يجدون المسجد قد تحول إلى حلبة ملاكمة والسبب ببساطة...إمام !. قادة بن عمار