أصبحت صلاة التراويح في أيامنا فرصة للخروج من البيت خاصة بالنسبة للنساء اللاتي وجدنا فيها ملاذا يخلصهم ولو لبعض الوقت من متاعب البيت والمطبخ في هذا الشهر الفضيل لكن سلوكيات البعض منهن خاصة من يصطحبن أطفالهن أثرت كثيرا على استمتاع أخريات بصلاة التراويح. تسعى الكثير من ربات البيوت والفتيات الى الانتهاء مبكرا من أعمال البيت ليقصدن المسجد من أجل صلاة التراويح. وقد أخذت هذه العادة في الانتشار خلال السنوات الأخيرة خاصة مع اعتدال الجو الذي أصبح يزامن شهر رمضان الكريم ورغبة الكثير من النساء في قضاء جزء من الوقت خارج البيت لكن المشكل ان بعض النساء افسدن على غيرهن حلاوة الاستمتاع بصلاة التراويح من خلال بعض السلوكات والتصرفات التي أصبحت في السنوات الأخيرة حديث العام والخاص. الصلاة فرصة لتغيير الجو تنتهز الكثير من الفتيات والنساء فترة صلاة التراويح للخروج من البيت، حيث اعتبرت الكثيرات أن ذلك فرصة مواتية للهروب من المطبخ الذي حشرن فيه لساعات طويلة خلال اليوم وما ان يعلن المؤذن عن وقت صلاة العشاء حتى تبدأ جموع النساء في التوافد على المساجد الأقرب إليهن. لكن المشكل الذي يثيره هؤلاء النسوة هو اصطحابهن لأطفال في مختلف الأعمار لا يعرفون مكانة المسجد ولا الانضباط الذي يجب أن يتحلوا به خلال تواجدهم هناك. فعلى امتداد الوقت المخصص لصلاة التراويح يبدأ عدد من الأطفال بالصراخ وآخرون يتجولون بين صفوف المصلين والأدهى من ذلك أن هناك من النساء من يصحبن معهن أطفالا رضع يتوقفن بين الحين والآخر لإرضاعهم، ناهيك عن الشجارات التي تحدث بين الأطفال وتنتهي باشتراك أمهاتهم في العراك الذي يحول المسجد الى أي شيء عدا ان يكون مكانا للعبادة. وكثيرا ما يصحب هؤلاء الأطفال شجاراتهم من الحي الى المسجد ولا تكلف النساء أنفسهن عناء إسكات أبنائهن وان حاولت إحداهن فعل ذلك يملأ الطفل المكان بالصراخ مع ما يخلفه ذلك من إزعاج للمصلين وقطع لصلاتهم . شجارات الأطفال تشعل غضب الكبار تعودت السيدة زينب من باب الزوار منذ سنوات على التوجه الى المسجد خلال صلاة التراويح رفقة بناتها فبعد الانتهاء من أشغال البيت ينتقلن الى المسجد المجاور لحيهن من اجل أداء صلاة العشاء والتراويح. تقول السيدة زينب إنها لا يمكن أن تصوم رمضان دون ان تحيي لياليه في الصلاة، وترى ان الإقبال الكبير الذي تعرفه المساجد في هذا الشهر خاصة خلال صلاتي العشاء والتراويح دليل على رغبة الكثيرين في التقرب الى الله بالطاعات، لكنها تأسف لبعض السلوكات التي أصبحت ترافق مثل هذه العبادات خاصة اصطحاب الأطفال الى المساجد أو الحديث الذي يدور بين النسوة ''فخلال صلاة الجمعة مثلا لا تتوقف الكثير من النسوة خلال الخطبتين عن الحديث عن مشاكلهن وأحوالهن وحتى عن الطبخ ووصفاته الجديدة. أما خلال صلاة التراويح فحدث ولا حرج، وقد شاهدت بعيني خلال إحدى الليالي في السنة الماضية عراكا نشب بين طفلين وامتد ليشمل والدتيهما. أما هذه السنة فمع بداية الشهر الفضيل بدأت النساء في التوافد على المساجد رفقة أطفال لا يتجاوزون الثالثة من العمر يبدأون في الركض بين الصفوف ولا يتوقفون عن الصراخ. شخصيا أرى انه من غير اللائق ان تحصل مثل هذه الأمور داخل بيوت الله ومن أرادت فعلا الصلاة فعليها ان تحضر بمفردها ومن لم تستطع ترك ابنها في البيت فعليها الصلاة داخله''. أئمة ينذرون لكن لا حياة لمن تنادي بدأ عدد من أئمة المساجد في تحذير النساء وتوبيخ من تعمد الى إحضار أطفالها الى المسجد بطلبهم الكف عن اصطحاب الأطفال، والغريب ان هناك من الأمهات من تحضر جميع أطفالها الى المسجد لأداء الصلاة وما يرافق ذلك من هرج ومرج يعم أرجاء المسجد غير مكترثات، المهم بالنسبة لهن هو أداء الصلاة ومراقبة أبنائهن عن قرب ولا ندري ان كان صراخ الأطفال وركضهم بين الصفوف يوفر للنساء القدرة على أداة صلاة التراويح على أكمل وجه. ورغم ان أئمة المساجد يوجهون إنذارا لنساء عقب كل صلاة إلا ان ذلك لم يمنع الكثيرات منهن من اصطحاب أبنائهن في كل ليلة.