"مرايا ياسر العظمة تحوّلت الى شظايا".. تحت هذا العنوان كتبت جريدة "تشرين" السورية الرسمية مقالا تعلّق فيه على الموسم الجديد من المسلسل الكوميدي الأشهر الذي قدّمه ياسر العظمة على مدار أزيد من ثلاثين عاما، "موقف" أو حكم يعزوه البعض لتصفية حسابات أكثر منه نقدا فنيا للعمل الذي لولاه لما تجرأت الدراما السورية على تقديم مزيد من الأعمال الفنية القوية على غرار "بقعة ضوء" وغيرها من المسلسلات طيلة السنوات الماضية.. على ماذا يحاسب ياسر العظمة؟ على توجهه نحو الجزائر التي ظلت محايدة تماما في الأزمة التي تعصف بسوريا رغم أن للحياد فواتير ضخمة ومرهقة؟ هل يحاسب العظمة على موقفه السياسي الذي قيل في البداية أنه موال للثورة، وتناقل البعض أن بطل مرايا تبرع بمنزله للثوار؟ وإذا كان الأمر صحيحا فلماذا تقوم الفضائية السورية الرسمية بعرض مسلسله الجديد وهي القناة التلفزيونية الوحيدة التي قدّمت العمل اضافة إلى الشروق؟ أم أن هنالك من يحاسب ياسر العظمة على "صمته" وتفضيله "الحياد" رغم أنه من الصعب جدا الوقوف على الحياد في مثل هذه المواقف؟! ويعترف صاحب المقال المنشور في "تشرين" قائلا: "كانت مرايا عبارة عن لوحات متنوعة عبر مجموعة فنانين شكّلت فريق عمل واحدا، وكان المشاهد السوري والعربي ينتظر شهر رمضان من أجل هذا المسلسل لكونه المتنفس الوحيد له ولهمومه ويرى فيه الأوكسجين والهواء النقي، لكن منذ عام (2001) دخلت "مرايا" النفق المظلم وتراجعت تراجعاً رهيباً، لتصبح تجارية بحتة، فحصل خلاف بين ياسر العظمة وشركات الإنتاج في العمل وإنتاجه، وغاب نصف مؤسسي مرايا مثل: سليم كلاس، هاني شاهين، توفيق العشا، مها المصري، سامية الجزائري، عصام عبه جي، عابد فهد وغيرهم. ويضيف المقال: "كذلك الحال في الإخراج، فكلما عمل مخرج مع "مرايا" كانت له عقلية جديدة أضعفت حيناً وأعادت شيئاً من البريق حيناً أخرى؛ لكن السؤال الذي نطرحه على كاتب العمل الفنان ياسر العظمة: أين "مرايا" الحالية من "مرايا الثمانينيات والتسعينيات، حيث كان العمل يشد ملايين المتفرجين في العالم العربي؟ لا شك في أن الحال قد تغير وتراجعت "مرايا" وصارت الفرجة عليها مملة، لجهة كتابة لوحاتها وتكرار أفكارها واجترارها...". وحتى قراءة هذه الأسطر، كان يمكن اعتبار الأمر عاديا، أو مجرد نقد فني "عابر" قبل أن يتم طرح السؤال الذي يثير الكثير من علامات الاستفهام.. حيث قال الكاتب: هل يعقل أن تسافر أسرة مرايا (2013) إلى الجزائر لتصوّر العمل بسبب الأزمة السورية وغياب الأمان في البلاد كما زعم صاحب العمل؟ إذاً نسأل كيف صوّرت المسلسلات السورية الأخرى في قلب سورية؟ الواقع هنا "مربط الفرس" وسر النقد الشديد وخلفية الهجوم غير المبرر.. "الكاتب" المنتمي لجريدة رسمية تنطق باسم النظام المختلف حول شرعيته، لا يدرك تماما أن بلاده ترفع شعار القومية، ولا خلافات لها مع الجزائر أصلا، لا قبل الثورة ولا بعدها؟ بمعنى آخر: لم يصور ياسر العظمة عمله في قطر حتى يستشيط "صاحبنا" غضبا وينتقد "هذه الهجرة" من سوريا؟ كما أن ياسر العظمة لم يقترف "جرما" حين غادر ليصور العمل في الجزائر بحثا عن عامل لا يمكن التخلي عنه وهو الاستقرار! "أوهام" الكاتب أو الناقد لا تتوقف هنا، بل "تعادي" الجزائر فقط، لأنها "استضافت العظمة" كما تخاصم مؤسسة "الشروق" لسبب واحد هو فتح ذراعيها لفنان سوري كبير، بل ان المسألة تتجاوز "حدود النقد" لتصل إلى افتراض "سيناريو" خيالي يقول بأن الشروق ساهمت في تدمير مرايا برعاية من ياسر العظمة.. فإذا كان الجزء الأول صحيحا، وهو أمر لا يصدقه عاقل، فهل هنالك شخص آخر في هذا العالم يخاف على تاريخه الفني وابنه الشرعي "مرايا" أكثر من ياسر العظمة ذاته.. لا نعتقد؟!