تسعى النساء الجزائريات في عيد الفطر إلى إرضاء رغبات أفراد العائلة بتوفير الحلويات والسهر على ترتيب كل مستلزمات الأطفال من ملابس و أحذية.. لكن هناك من النساء من يحرمن من فرحة العيد ويضحين بالجو العائلي الحميم في أكناف العائلة ومن زيارة الأهل و الأقارب بسبب تواجدهن بمواقع العمل. تحدثنا إلى بعضهن ممن قضين العيد في المستشفيات و الإدارات و حتى في شوارع العاصمة..منهن طبيبات وممرضات وشرطيات.... وفي هذا السياق تقول طبيبة عاملة في مستشفى مصطفى باشا إن "العيد هو مناسبة تبتهج لها كل العائلات لأنها تجمع الشمل، و نحن قضيناه في أداء الواجب المهني..كنا نفضل تمضيته مع الأهل و الأبناء و لكن قدر الله ما شاء فعل، هذا العام عيّدنا في العمل و لكن نحن هنا في المستشفى عائلة واحدة". وإن بدت هذه الأخيرة راضية، فإن ممرضة بنفس المستشفى اشتكت من ابتعادها عن العائلة في مناسبات كالعيد.."ننتظر مناسبات كالعيد طول السنة حتى نتمكن من صلة رحمنا مع الأهل و الأقارب بحكم بعد المكان الذي نقطن فيه عن مكان إقامة العائلة، في حين أن المداومة في يوم العيد تمنعنا من تحقيق ما انتظرناه طول السنة، غير أننا نعتبر أنفسنا عائلة واحدة في العمل ونحاول الاستئناس ببعضنا البعض". كما تقول ربة بيت موظفة لدى أحد متعاملين الهواتف النقالة أن عدد المكالمات التي تلقتها من أفراد عائلتها خففت عنها الشعور بالابتعاد عن البيت في مناسبة مماثلة، خاصة وأنها قضت اليوم الأول من العيد في العمل، وتقول إنها تعودت على هذا الشعور بحكم الخبرة في العمل و أنها ليست المرة الأولى التي تعمل في يوم العيد، و بحكم هذا فهي خصصت اليوم الثاني للعيد لزيارة الأقارب. صنف آخر من النساء العاملات هن اللواتي يقفن جنبا إلى جنب مع الرجال في تأدية الواجب الوطني، هن الشرطيات والعاملات في الأمن الوطني اللواتي يقضيين العيد في شوارع العاصمة لتحقيق الأمن وحتى تمر مناسبة كالعيد في أجواء الفرحة والابتهاج، حيث تقول إحدى الشرطيات "إن العمل في العيد له نكهة خاصة، فشوارع العاصمة تتزين بالأطفال الذين يسارعون إلى الخروج في أبهى حلة لهم، و هذا ينسينا مرارة قضائه بعيدا عن الأهل". لا ننسى كذلك العاملات بالجمارك فهن كذلك يحرمن البقاء مع العائلة، فنسرين زوجة وأم لطفلين قضت العيد في العمل بعيدا عن الأهل و الأبناء.."قضاء العيد بعيدا عن أبنائها بمثابة عذاب لها، فالعيد يوم مميز للكل خاصة الأطفال".. رغم هذا يبقى العيد عيدا يحل على الجميع بالبركة و الفرحة و البهجة. كنزة.ب