كشف تقرير أمريكي أعده الكونغرس أن سفارات الولاياتالمتحدةالأمريكية في عدد من الدول الأفريقية، من بينها الجزائر، تحولت إلى مراكز لقيادات عسكرية للجيش الأمريكي، وذلك في سياق الترويج الذي لجعل السياسة الخارجية لإدارة البيت الأبيض، في هذه الدول، ترتكز أساسا على الجانب العسكري الأمني، بدل الوظيفة الأساسية للسفارات والبعثات الدبلوماسية، والتي تبقى ذات طابع سلمي دبلوماسي. وبحسب ما جاء في هذا التقرير، الذي صدر بمناسبة مناقشة ميزانية الولاياتالمتحدةالأمريكية لسنة 2008، من قبل مجلس النواب، الكونغرس، فإن "بعض السفارات الأمريكية في إفريقيا، قد تحولت فعلا إلى مراكز لقيادات عسكرية يسيطر عليها موظفون عسكريون في مكان دبلوماسيين"، محذرا من مخاطر انحراف وظيفة هذه المؤسسات، التي قال إنها "تخلت عن دورها الأساسي في التكفل بالسياسة الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية"، بحلول شخصيات عسكرية محل إطارات دبلوماسية في إدارة شؤون السياسة الخارجية لواشنطن. التقرير الذي طغى عليه الطابع التنديدي، الرافض للتوجه الجديد الذي يسيطر على السياسة الخارجية للرئيس جورج بوش الإبن، أوضح أن الدول المعنية بعسكرة سفارات الولاياتالمتحدة بها، هي كل من الجزائر والمملكة المغربية وتونس وموريتانيا والنيجر ومالي وتشاد وجيبوتي، وارجع ذلك لاستعداد وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" لإقامة مركز للقيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم"، الذي يعيش على وقع ارتدادات بسبب رفض دول المنطقة إقامة هذه القاعدة على أراضيها ، وفي مقدمتها الجزائر، التي سبق لها وأن أعلنت بصفة رسمية، على لسان وزير خارجيتها السابق محمد بجاوي، استضافة أية قوات أجنبية. ويشير التقرير الذي أعدته لجنة الدفاع بالكونغرس، الداعية إلى تقليص الميزانية الموجهة لشؤون الدفاع للسنة المقبلة، إلى أن ما وصفه ب "عسكرة الدبلوماسية الأمريكية"، سيمتد إلى دول إفريقية أخرى، تقع في منطقة ما وراء الصحراء الكبرى في المستقبل القريب، ليشمل كل من نيجيريا، وغينيا الاستوائية، وجمهورية الغابون وأنغولا، والكونغو الديمقراطية، وجمهورية الكونغو، وهي دول لم تكن معنية من منظور السياسة الخارجية الأمريكية بالتهديدات الإرهابية، المنسوبة لتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لان، والجماعات المرتبطة بها في المنطقة، وخاصة تلك الناشطة في منطقة المغرب العربي والمناطق القريبة من دول الساحل الإفريقي. وقد طغى على تقرير الكونغرس المنتقد لسياسة جورج بوش، الطابع التنديدي، وهو أمر مبرر من الناحية السياسية، بالنظر إلى التغييرات التي طرأت على هذه الهيئة التشريعية في سنة 2007، والتي تميزت بسيطرة الديمقراطيين على أغلبية مقاعده النيابية في آخر انتخابات تشريعية، بحيث انتقد التقرير بشدة "عسكرة السياسة الخارجية الأمريكية في إفريقيا"، محذرا من عواقب مثل هذا التوجه، على مصالح واشنطن مستقبلا في هذه القارة، التي تشهد استقطابا كبيرا لعدد من الدول الصاعدة، والتي من بينها الصين والهند. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون، قد خصصت ما يعادل 500 مليون دولار كغلاف مالي، لما تصفه بمحاربة الإرهاب في دول شمال إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء الكبرى. كما عينت في شهر سبتمبر المنصرم، الجنرال شارل والد، على رأس القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم"، التي تقرر بصفة مؤقتة اختيار مدينة شتوتغارت الواقعة بالجنوب الغربي لألمانيا الاتحادية، لاحتضان مقرها، إلى جانب القيادة العسكرية الأوربية، وذلك في انتظار إقناع واحدة من دول شمال إفريقيا بالعدول عن مواقفها الرافضة لاحتضان "أفريكوم". محمد مسلم عدد القراءات : 2103 | عدد قراءات اليوم : 1 أضف إلى: * أرسل إلى صديق إلى: بريدك الإلكتروني: الرسالة: * نسخة للطباعة التعليقات (0 تعليقات سابقة): أضف تعليقك اسمك: بريدك الإلكتروني: البلد: أضف تعليقك: