تعتبر بوركينا فاسو من الدول الإفريقية النادرة، التي مازال يجمعها بالجزائر خط جوي يربط عاصمتي البلدين، بعد أن اندثرت غالبية الخطوط بين الجزائر والعواصم الإفريقية، ولا تزيد المسافة بين العاصمتين جوا عن الأربع ساعات ونصف، وغالبية المسافرين عبرها من الطلبة البوركينابيين الذين يدرسون في كل الجامعات الجزائرية من دون استثناء، ويعتبر الطلبة البوركينابيون في المقدمة ضمن الطلبة الجامعيين الأجانب، وهذا منذ أول فوج جامعي حل بالجزائر العاصمة عام 1978، حيث يختار البوركينابيون المواد العلمية والعلوم الطبية، خاصة أن التعليم باللغة الفرنسية يستهويهم، كما يوجد العشرات من الطلبة البوركينابيين الذين تخرجوا من الجامعة الإسلامية الأمير عبد القادر. ومن المنتظر أن تشهد رحلة العاصمة واغادوغو، في بداية أكتوبر اكتظاظا كبيرا، خاصة أن الحياة في بوركينا فاسو رخيصة جدا، وبإمكان أي جزائري أن يقضي قرابة الأسبوع بمبلغ لا يزيد عن 200 أورو، على أمل أن تضاعف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها أيام مباراة الذهاب، حيث يصبح التنقل ممكنا وبإمكان الجزائر أن تضمن قرابة 3000 مناصر جزائري بسهولة في لقاء الذهاب، خاصة أن مشكلة أحداث مالي البلد المتواجد على الحدود مع بوركينا فاسو تجعل من التنقل إلى بوركينا فاسو برا معقدا، مع احتمال تنقل أنصار الخضر من الدول المجاورة لبوركينا فاسو، مثل النيجر والطوغو وكوت ديفوار وغانا. وعرف الجزائريون في زمن الاشتراكية البلد باسم فولتا العليا، وفي عام 1984 وفي عز العلاقات الثنائية بين البلدين تم تحويل الإسم إلى بوركينا فاسو، وقيل حينها أن بوركينا فاسو التي اختارت لبلدها اسما من اللهجات المحلية، وليس الفرنسية كما كان، ومعناه موطن الرجال النزهاء، استشارت الكثير من الدول الصديقة، وكان على رأسها الاتحاد السوفياتي والجزائر، حيث بارك الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد هاته الخطوة، وتم تغيير الإسم في الجزائر بسرعة فائقة، وتدعم طلب بوركينا فاسو بتغيير الإسم في الأممالمتحدة بمساندة جزائرية، وبقيت الجزائر أكبر بلد مدعم ماديا وعلميا لبوركينا فاسو، بدليل أن هذا البلد في ماي الماضي 2013 استفاد من إلغاء ديونه تجاه الجزائر التي فاقت 100 مليون دولار، وكان ضمن 14 دولة إفريقية استفادت من هذا الإجراء، منها دول مازالت متأهلة لكأس العالم مثل إثيوبيا، إضافة إلى الكونغو والبنين والموزمبيق وغينيا والكونغو، وكانت الجزائر قد منحت قروضا مالية وأيضا مساعدات عبارة عن عتاد زراعي وخاص بالنقل لبوركينا فاسو، ولكن الفقر الذي يعيشه هذا البلد الذي يقطنه قرابة 14 مليون نسمة، جعله يعجز حتى عن مجرد التفكير في ردّ الديون أو جدولتها فقامت الجزائر بمبادرة إلغاء ديون 14 دولة إفريقية، ودولتين عربيتين هما العراق واليمن، والزائر لبوركينا فاسو تفاجئه المساجد الكثيرة رغم أن إحصاءات تتحدث عن نسبة 60 بالمئة من المسلمين، وتفرق البقية على الدين المسيحي والأديان الإفريقية البدائية، والمساجد موجودة حول محيط مطار واغادوغو، مثلها مثل الفنادق التي تجعل الحياة في بوركينا فاسو سهلة وسلسة جدا، ولكن نمط حياة البوركينابيين الذين يعتمدون على الفلاحة، هو الذي جعل الجزائريين لا يتوافدون للعيش أو الهجرة إلى هذا البلد، رغم تواجد بعض المهندسين الجزائريين في العاصمة واغادوغو، ويوجد من يتقن اللغة العربية في واغادوغو من أمازيغ البلد والتوارق، ويبقى المشكل المناخي، عائقا قويا، حيث ستفوق درجة الحرارة في بوركينا فاسو حاجز الثلاثين في شهر أكتوبر، ولكنها لا تصل الأربعين إلا في عز الشتاء.