قرر والي ولاية الجزائر محمد كبير عدو وقف تحويل الأراضي الفلاحية واستغلالها للطابع العمراني، ضمن مخطط شغل الأراضي الجديد، الأمر الذي سيمنع من استغلال العقارات الفلاحية لإنجاز مشاريع إلا في الحالات القاهرة. صرح مدير المصالح الفلاحية لولاية الجزائر حمداوي لعبيدي ل"الشروق"، أن والي العاصمة أصدر قرارا يتعلق باستغلال الأراضي الفلاحية لإنجاز مشاريع تشمل 0 بالمائة من الأراضي العمرانية على حساب العقارات ذات الطابع الفلاحي في مخطط شغل الأراضي الجديد، ما يوحي عدم اقتطاع أي مساحة من الأراضي الفلاحية وإلحاقها بالمخطط العمراني مستقبلا، بمعنى أنه لا مناطق عمرانية جديدة على حساب العقار الفلاحي. وحسب ذات المسؤول، فإن قرار الوالي جاء بهدف حماية المستثمرات الفلاحية من اكتساح الإسمنت، مشيرا إلى أن الوزير الأول عبد المالك سلال أصدر تعليمة في هذا الخصوص تحت رقم 02، شدد فيها منع تحويل الأراضي ذات المردودية المرتفعة أو المستثمرات الفلاحية والبناء عليها، إلا في الحالات الاستثنائية، على غرار إنجاز مرافق عمومية أو اقتطاع مساحة معينة لإنجاز محول كهربائي، مشيرا في نفس السياق أن السلطات الولائية وعلى رأسها الوالي شدد على ضرورة الحفاظ على الأراضي الفلاحية المتبقية وحماية المساحات الخضراء بناء على مخطط التهيئة الفلاحية المعد خصيصا لذلك.
يأتي هذا القرار على خلفية دراسة أعدت بهدف تحديد مخطط شغل الأراضي الجديد، وأقر باسترجاع 614 هكتار وإنشاء ثلاثة أقطاب حضرية جديدة، وهي القطب الشرقي المتمثل في منطقة أولاد الحاج بالكاليتوس وبراقي والقطب الجنوبي في عين المالحة بجسر قسنطينة وجنان سفاري في بئرخادم، فيما ضم القطب الغربي منطقة البلاطو في أولاد فايت بابا حسن وخرايسية، حيث أكدت الدراسة على وصول العاصمة لمرحلة التشبع باعتبارها تضم مشاريع ضخمة، ما يتطلب المحافظة على الأراضي الفلاحية حماية لها من غزو الإسمنت، خاصة أنه تم بلوغ درجة 4 من مخطط شغل الأراضي، ما يدق ناقوس الخطر من انقراض الأراضي الفلاحية بالعاصمة.