على عكس النسخة الأخيرة من مباراة السد في أم درمان في نوفمبر 2009، وحتى في المقابلات التصفوية الكثيرة التي خاضها أشبال سعدان في رحلة مونديال 2010، حيث كانت ملامح التشكيلة واضحة قبل الموعد، وأحيانا معروفة بالكامل، خاصة مشاركة بعض اللاعبين، التي كانت لا نقاش فيها حتى ولو كانوا مصابين، فإنه لا أحد لحد الآن يمكنه معرفة التشكيلة الجزائرية التي ستخوض مباراة واغادوغو ضد منتخب بوركينافاسو، لأن مدرب المنتخب الوطني خاليلوزيتش قدّم دائما تشكيلات متغيرة، فجعل من التشكيلة لغزا إلى آخر دقيقة، والحوار الذي أجراه اللاعب بلفوضيل مع صحيفة إيطالية قبل مواجهة الإنتير لنادي روما، أكد أن بلفوضيل نفسه كان يظن أنه سيكون أساسيا في بوركينا فاسو وتحدث عن كفاحه في المقابلة، ليتفاجأ بكونه خارج القائمة أصلا.. ففي حراسة المرمى رغم أن سي محمد سيديريك حارس شباب قسنطينة مكّن ناديه لأن يكون أحسن دفاع في البطولة، ومحمد الأمين زماموش يتألق بشكل لافت مع اتحاد العاصمة، وعز الدين دوخة ساهم في فوزين متتاليين لفريقه اتحاد الحراش، إلا أن المدرب البوسني قد يعتمد على رايس وهاب مبولحي البالغ من العمر 27 سنة رغم صيامه التام عن اللعب في بطولة بلغاريا المتواضعة، وفي الدفاع يوجد جدل حول جمال مصباح 29 سنة الاحتياطي على الدوام في بارما، والذي لا يملك سوى 85 دقيقة لعب، وبين أحد أحسن اللاعبين في فرنسا حاليا فوزي غولام 22 سنة الذي لعب 450 دقيقة، وقد تكون خارطة الدفاع واضحة مع تواجد خوالد 27 سنة وبلكالام 24 سنة وبوقرة الذي هو حاليا أكبر لاعب الذي بلغ نهارالاثنين، السابع من أكتوبر سن 31، وقد يحوّل وحيد خاليلوزيتش بقية المدافعين لتحصين خط الوسط، ونقصد بهم مهدي مصطفى 30 سنة وكارل مجاني 28 سنة، وكلاهما في فورمة مقبولة خاصة مهدي مصطفى الذي يلعب بانتظام مع ناديه آجاكسيو الفرنسي، وتبدو حظوظ علي ريال وبن طيبة كادامورو شبه معدومة في أن يكونوا في موعد المقابلة، رغم أن مفاجأت خاليلوزيتش كثيرة جدا ولا تخطر على بال أحد، ويجد المدرب نفسه في تناقض كبير باعتماده على الاحتياطيين في أنديتهم، في خطي الوسط والهجوم، فعدلان قديورة 29 سنة، مرشح فوق العادة ليكون أساسيا وهو الاحتياطي في ناديه كريستال بالاس، ويبقى تواجد فيغولي وجابو وبراهيمي وتايدر وقادير منطقيا بالنسبة للمتتبعين لأنهم في لياقة جيدة، ولكن خرجات خاليلوزيتش قد تمكن يبدة ولحسن وحتى قراوي من مكانة أساسية ليست على بال أحد ضمن التشكيلة الوطنية، وفي الهجوم سيجد خاليلوزيتش نفسه أمام حل مؤكد هو هلال العربي سوداني، بينما قد يضحي برأس الحربة رغم أن شوشو المدرب اللاعب سليماني وارد تواجده في التشكيلة الأساسية، التي قد لا تنفعها خطط تكتيكية أو غيرها من النظريات، لأن في مثل هذه المقابلات الفاصلة أمام الخضر نماذج لمباريات ناجحة، كما حدث في أم درمان، لا ينفع فيها سوى الروح القتالية من أول إلى آخر دقيقة، فتسقط الأسماء في الماء، أو كما قال كريم زياني بعد لقاء السودان بأنه شعر لو لعب 11 لاعبا من الجمهور المتحمس على أرضية الميدان لفازوا على رفقاء عصام الحضري . لاعبان فقط شاركا في أم درمان وسبعة موندياليين في تشكيلة خاليلوزيتش
هذا"الكوكتيل" المسافر لواغادوغو المتكون من 26 لاعبا، الذين قد يدخلون التاريخ في حالة التوفيق، لم يشارك منهم سوى عنصرين فقط في ملحمة أم درمان وهما بوقرة ويبدة، ولم يشارك في كأس العالم سوى سبعة لاعبين هم مبولحي ومصباح وقادير وقديورة ولحسن وبوقرة ويبدة، يوجد منهم خمسة لاعبين من البطولة الإسبانية واثنين من البطولة الإيطالية وأربعة في البطولة الفرنسية ولاعبين في البطولة البرتغالية والبقية بين الجزائر واليونان وانجلترا بقسميها الأول والثاني وكرواتيا وبلغاريا والقسم الثاني الألماني، ولاعب من البطولة التونسية، ويتجاوز لاعبين فقط سن الثلاثين هما مهدي مصطفى الذي بلغ الثلاثين في أوت الماضي، وبوقرة أكبر لاعب، ويقل سن سبعة لاعبين عن 25 عاما وأصغرهم هو تايدر الذي سيبلغ في وقت مباراة واغادوغو 21 سنة وثمانية أشهر.