قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف إنه يمنع على الأئمة الذين لا يؤمنون بشرعية الجمهورية في الجزائر إمامة الناس يوم الجمعة، محملا مديري الشؤون الدينية والأوقاف على مستوى الولايات مسؤولية الحفاظ على المسجد والمصلين من الخلافات وعدم السماح لاي شخص بأداء الخطبة دون تسريح. وحمّل وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد الله غلام الله أمس بدار الإمام مديري الشؤون الدينية والأوقاف مسؤولية الخطب المنحرفة التي يلقيها بعض الأئمة، معتبرا أن المسجد ورواده مسؤولية لا يتحملها الإمام لوحده، بل تصل درجتها حد الوزير نفسه، ونفى بالمناسبة أن تلجأ الوزارة في حال من الأحوال إلى توحيد خطب الجمعة على مستوى مساجد الجمهورية لتفادي هذه الانحرافات. وبمناسبة اللقاء التقييمي الذي جمعت إليه الوزارة أمس مديري الشؤون الدينية والأوقاف للولايات ال48، أرجع المسؤول الأول على القطاع الاضطرابات في بعض المساجد إلى "تخلي بعض الأئمة عن مساجدهم" الشيء الذي لا ينبغي السكوت عنه حسب الوزير واصفا إياه ب"خطأ مهني كبير جدا" قابلته مديريات الشؤون الدينية "بالتسامح الذي يصل حد التخلي عن الأسس" منبها مسؤولي الشؤون الدينية المحليين إلى ضرورة التكفل بمشاكل لجان المسجد "اجمعوا لجان المساجد واقنعوهم بأنهم متطوعين في خدمة المسجد وليس المسجد في خدمتهم". من جهته أخرى رد غلام الله على أصحابها كل الاتهامات التي رمي بها المسجد من سلوكات الأئمة المنحرفة واتهامهم في قضايا أخلاقية، إضافة إلى اتهامهم بتكوين الإرهابيين والانتحاريين و"الحراقة" الشيء الذي اعتبره من خيال الحاقدين على المساجد والمشوشين عليها. لكن بالمقابل لم ينكر مسؤول القطاع عدم بلوغ الأئمة المستوى العلمي المطلوب، ما جعل الوزارة تستثمر في التكوين أكثر وتلغي ابتداء من الموسم المقبل منصب الإمام المعلم وتفتح أبواب المعاهد لجميع حملة القرآن الكريم ليتكونوا في مناصب قيمين على المساجد ومؤذنين دون إخضاعهم للمسابقات، ليصبح في المستقبل قيم على مسجد ولا مؤذن غير حافظ للقرآن الكريم وستخصص لهم الوزارة مناصب مالية بين 500 إلى ألف منصب. وفي تقييم للنشاط الديني في الصائفة الماضية، أشار غلام الله إلى الإقبال الكبير الذي سجلته المساجد على حفظ القرآن من قبل الأطفال والشباب خلال فصل الصيف والعطل، مشددا على ضرورة استعداد المديريات لهذا النوع من التعليم بتمكين المتعلمين من تأطير الأئمة وحسن استغلال الإمكانيات الموجودة. غنية قمراوي