أخيرا بإمكان مستعملي الطريق الوطني رقم 9 الرابط بين بجاية وسطيف، أن يتنفسوا الصعداء خاصة مستعملو أنفاق "الموت" الثلاثة الكائنة بمدخل مدينة خراطة، وهذا بمجرد إتمام أشغال التوسعة التي انطلقت مؤخرا والتي ستأخذ على عاتقها تهيئة الطريق القديم لهذا الكورنيش الممتد على طول جبال "شعبة الآخرة" التي كانت مصرحا لمجازر الثامن ماي 45. المشروع حددت له آجال لا تتعد ال28 شهرا، للتذكير فان والي الولاية السيد "حمو أحمد التهامي" قد أشرف مؤخرا على إعطاء إشارة انطلاق الأشغال بهذا الطريق القديم الممتد على طول الكورنيش تماشيا والمتطلبات الحالية، إذ يشهد الطريق الوطني رقم 9 يوميا مرور ما يقارب ال40 ألف مركبة، 40 بالمئة منها من الوزن الثقيل، الأمر الذي يصعب من حركة المرور عبر هذا المقطع غير المزدوج إلى حد الساعة نظرا لصعوبة التضاريس بالمنطقة، ورغم الاكتظاظ الرهيب الذي تعيشه أنفاق هذا الطريق إلا أن لا خيار لمستعمليه سوى المغامرة عبرها، رغم الحالة الكارثية التي تتواجد عليها، حتى تظن أنك متواجد بالموزمبيق نظرا للدخان والغازات السامة التي تغرق فيه هذه الأنفاق بالإضافة إلى التسربات التي تسيطر على جدرانها وعلى طول امتدادها. وهي الوضعية التي تقلق مستعملي هذا الطريق والتي تدخل الرعب حتى في أوساط العابرين منها، وحسب البرنامج المسطر لانجاز هذه الأشغال والتي خصص لها غلاف مالي قدر ب600 مليار سنتيم، فإنها ستتكفل بها مؤسستين من خلال إبرامها لثلاثة عقود، قسمت إلى ثلاثة أقسام، الأول منها ستتكفل بانجازها مؤسسة "حداد" ويتعلق الأمر بعصرنة وتهيئة 7600 مترا من هذا الطريق في آجال لا تتعدى ال18 شهرا، أما القسم الثاني من هذه الأشغال فقد كلفت بها نفس المؤسسة، التي ستتولى عملية انجاز 6 هياكل فنية وكذا تنصيب 49 مدرج بطول 2830 مترا. كما تتضمن هذه الصفقة انجاز أربع توسعيات على امتداد هذا الطريق، فيما حددت 28 شهرا لانجاز مجمل هذه الأشغال، أما الشطر الثالث من هذا البرنامج فقد منح لمؤسسة "أوزغان" التركية التي ستتولى عملية انجاز نفق واحد بطول 70 مترا بالإضافة إلى عصرنة وتطوير 6 أنفاق قديمة أخرى بهذا الطريق بطول إجمالي قدر بحوالي 190 مترا، وهي في الحقيقة أنفاق صغيرة أنجزت سنوات القرن ال19عند انجاز هذا الطريق، والتي هي اليوم بحاجة إلى توسيع، كما ستتحمل المؤسسة التركية، أشغال انجاز 15 حماية من الجانبين وعلى مساحة قدرت ب1475 م2وهي الأشغال التي من المنتظر الانتهاء منها في حدود ال12 شهرا القادمة. ليكتمل المشروع كله في آجال حددت ب28 شهرا، هذا وعلمنا أن أشغال العصرنة التي ستمس طريق هذا الكورنيش ستأخذ بعين الاعتبار الجانب التاريخي والسياحي للمنطقة، وهو ما قد يعطي نفسا جديدا لها ليرتاح أخيرا مستعملو هذا الطريق من الويلات التي يصطدمون بها يوميا للالتحاق بعاصمة الولاية أو العكس وهي نفس المعاناة التي يعيشها المتعاملين الاقتصاديين، من الولايات الشرقية، الذين يتعاملون مع ميناء بجاية، لتتأزم هذه الوضعية بمجرد حلول فصل الصيف أين الاكتظاظ يثير سخط حتى قاطني السكنات المجاورة لهذا الطريق.