بعث ملك المغرب محمد السادس ببرقية تهنئة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة حلول العام الهجري الجديد، في وقت بلغ توتر العلاقة الدبلوماسية بين البلدين مداه بسبب مواقف الحكومة المغربية المتشنجة وما تبعها من اعتداء على القنصلية الجزائرية بالدار البيضاء. ولم تركز وسائل الإعلام المغربية الرسمية على برقية التهنئة الملكية الموجهة للرئيس الجزائري، إلا أنها لا تخلو برأي متابعين من نوايا التهدئة وجسر هوة الخلافات التي فجرتها بداية الأمر وكالة الأنباء المغربية الرسمية، بمعالجة تحاملية وغير مهنية لخطاب بوتفليقة الموجه الاثنين 28 أكتوبر للمشاركين في الندوة التضامنية الدولية مع الشعب الصحراوي بأبوجا النيجرية، أتبعت بقرار الحكومة المغربية استدعاء سفيرها بالجزائر للتشاور، ثم الاعتداء السافر على القنصلية الجزائرية بالدار البيضاء. ولم يهنئ ملك المغرب الجزائر بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال59 لاندلاع الثورة التحريرية، صانعا الاستثناء من بين رؤساء وملوك عديد الدول العربية والغربية، الذين أبرقوا بتهانيهم للرئيس بوتفليقة. وتعاطت الجزائر مع المواقف الرسمية المغربية من البداية بدعوات للتعقل وضبط النفس. وينتظر الرأي العام الجزائري عودة العلاقة الرسمية المغربية مع الجزائر لوضعها الطبيعي ورقيها لمستوى علاقة الجوار والأخوة بين الشعبين. وتتوجه الأنظار في المغرب لخطاب الملك محمد السادس المرتقب مساء الأربعاء بمناسبة ما يسميه النظام الملكي المغربي "ذكرى المسيرة الخضراء" التي يغطي بها سلوك اجتياحه واحتلاله للأراضي الصحراوية سنة 1975.