المغرب يعتذر رسميا عن حادثة إنزال الراية الوطنية دبش: "الاعتذار إلزامي في التقاليد الدبلوماسية والمغرب يستفز الجزائر" امتنع الملك محمد السادس عن إرسال برقية التهنئة إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة الذكرى ال59 لاندلاع الثورة التحريرية، وذلك في خضم فتور شديد تشهده حاليا العلاقات الدبلوماسية والثنائية بين الرباطوالجزائر، بخلاف رؤساء وملوك دول بادروا إلى تهنئة بوتفليقة. كان الملك محمد السادس قد هنّأ الرئيس بوتفليقة، بمناسبة نفس الذكرى خلال السنة الماضية، حيث تمنى حينها لبوتفليقة ”موفور الصحة والسعادة، وللشعب الجزائري بإطراد التقدم والازدهار”، كما استحضر ”ما طبع فترة الكفاح المشترك من أجل الحرية والاستقلال، من تضامن تلقائي وتجاوب صادق، ودعم موصول ولا مشروط من لدن المغرب للجزائر الشقيقة” وفق تعبير البرقية الملكية. وبدا من غير المنطقي أن لا يبادر العاهل المغربي إلى تهنئة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، خاصة في خضم التصعيد الأخير الذي عرف ذروته من خلال تحامل المغرب على الجزائر، وإقحامها في مشاكله الداخلية لإلهاء الشعب المغربي عن انشغالاته ومطالبه اليومية، فضلا عن الحملة التي تشنها وسائل إعلام مغربية، وتصاعد التهجم إلى الاعتداء على القنصلية الجزائريةبالدار البيضاء، وما نتج عنه من سلوكات غير مدروسة بلغت حد إنزال العلم الوطني وتدنيسه أمام مرأى ومسمع رجال الشرطة. ... السفير المغربي يعود إلى الجزائر بعد استدعائه للتشاور من جهة أخرى، أفادت مصادر عليمة بأن السفير المغربي قد عاد إلى الجزائر أمس، حيث شوهد السفير بمطار هواري بومدين الدولي قادما من المغرب، حيث تم استدعاؤه من طرف الخارجية المغربية نهاية الأسبوع الماضي ”للتشاور” على خلفية رسالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بشأن الصحراء الغربية، بأبوجا النيجيرية، وصفتها الرباط ب”الاستفزازية والعدائية”. واستهجنت وزارة الخارجية، في بيان لها، تدنيس العلم الوطني في الدار البيضاء، في نفس اليوم الذي تحتفل فيه الجزائر بذكرى اندلاع ثورة التحرير المجيدة. لمياء خلفان
بعد الاحتجاج القوي للخارجية المغرب يعتذر رسميا عن حادثة إنزال الراية الوطنية دبش: ”الاعتذار إلزامي في التقاليد الدبلوماسية والمغرب يستفز الجزائر لسحب سفيرها من الرباط قدمت الرباط، اعتذارا رسميا، للجزائر عن واقعة إنزال شاب مغربي، العلم الجزائري مساء الجمعة، من على القنصلية بالدار البيضاء، وأكدت أن ”الفاعل سيقدم للمحاكمة على وجه السرعة على فعله غير المقبول”، بعد الاحتجاج القوي للجزائر على المساس بأحد رموز السيادة الوطنية، وتحميلها كامل المسؤولية للسلطات المغربية المكلفة بحماية المكاتب الدبلوماسية الجزائرية. وقال مصدر ديبلوماسي جزائري، أن وزير الشؤون الخارجية المغربية صلاح الدين مزوار، والأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية المغربية، قدما اعتذارا رسميا للسفير الجزائري في الرباط، بخصوص إنزال الشاب المغربي، العلم الجزائري من أعلى القنصلية الجزائريةبالدار البيضاء، وتعهدا المسؤولان المغربيان، لسفير الجزائربالرباط، بتقديم الشاب للسلطات القضائية لمحاكمته على وجه السرعة، مؤكدان أن ما قام به غير مقبول. وردت أمس، وزارة الخارجية، بقوة على الانتهاك الصارخ لقنصليتها العامة في الدار البيضاء، حيث استدعت القائم بالأعمال المغربي في الجزائر، وقدمت احتجاجا رسميا على هذا الفعل، وأدانت واستنكرت المساس بالعلم الوطني، رمز السيادة الجزائرية، وأكد الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عمار بلاني، أن الجزائر تدين الفعل ”الصارخ” لانتهاك مكاتب قنصليتها العامة بالدار البيضاء يوم الجمعة، من طرف شخص كان ضمن مجموعة من المتظاهرين يرفعون شعارات معادية للجزائر ولمسؤوليها السامين، خاصة وأن هذا الشخص الذي تسنى له نزع العلم الوطني من عموده، لم يتم توقيفه إلا بعد ارتكابه لفعله من قبل الشرطة التي يبدو وأن حماية مكاتب وموظفي القنصلية الجزائرية لا تعد من مهامها ذات الأهمية القصوى. وعبر بلاني عن استياء الجزائر من ”تدنيس العلم المقدس في اليوم المقدس المصادف للفاتح من نوفمبر الذي يرمز لوحدة الشعوب المغاربية إبان حرب التحرير الوطني” ، معبرا عن أمل الجزائر في أن ”لا يتكرر مثل هذا الفعل الخطير مستقبلا”، خاصة وأن ”هذا الفعل الخطير ما كان ليرتكب لولا هذا الهيجان من الحقد والتهجم الذي تأججه أطراف من الطبقة السياسية والصحافة المغربية وسط المواطنين المغربيين ضد الجزائر”، وشدد الناطق الرسمي للخارجية على ”أن وزارة الشؤون الخارجية تؤكد المسؤولية التي تقع على عاتق البلد المضيف في حماية الموظفين والمكاتب الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية بموجب القانون الدولي. وفي ذات السياق، قال أمس، المحلل السياسي، الدكتور إسماعيل دبش، في تصريح ل”الفجر”، أن اعتذار المغرب للجزائر إلزامي قي التقاليد الدبلوماسية، وإلا وجدت كل البعثات الدبلوماسية نفسها في مأزق كلما وقع خلاف، مؤكدا أن الاعتذار غير كاف خاصة وأن اقتحام الشاب وإنزال العلم الجزائري كان أمام أنظار رجال الشرطة الذين لم يوقفوا الشاب إلا بعد إنزال الراية الوطنية، رغم أن القانون الدولي يؤكد أنه على السلطات المغربية حماية البعثات والمكاتب الدبلوماسية”. وأضاف المتحدث أن ما أقدم عليه الشاب المغربي نتيجة حتمية للخطاب التحريضي للملك محمد السادس، وهو ”عمل استفزازي ضد الجزائر لسحب سفيرها من الرباط في إجراء مماثل لما أقدم عليه نظام المخزن، وهذا ما لم تفعله ولن تفعله الجزائر”، وفق تعبير اسماعيل دبش.