أكد عاهل المملكة المغربية الملك محمد السادس حرصه على مواصلة العمل مع الجزائر من أجل تحقيق المزيد من التقارب والتعاون والتكامل بين البلدين، مشيرا إلى أن ذلك يصب في اتجاه السعي إلى "تدعيم صرح فضائنا المغاربي على أسس قوية وفقا لروح ومنطوق معاهدة مراكش التأسيسية" · وعبر الملك المغربي عن هذه الإرادة في دفع التعاون مع الجزائر في برقية تهنئة أبرقها لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة احتفال الجزائر بالذكرى ال53 لاندلاع ثورة التحرير المجيدة· حيث كتب ملك المغرب إلى الرئيس بوتفليقة قائلا في بداية البرقية "يطيب لي والشعب الجزائري الشقيق يخلد الذكرى المجيدة للثورة الجزائرية أن أبعث إلى فخامتكم بأصدق عبارات التهاني وبأخلص الأماني لكم شخصيا بموفور الصحة والسعادة والهناء ولشعبكم الشقيق باطراد التقدم والازدهار" · وفي تطرقه إلى ذكرى الثورة التحريرية أكد الملك محمد السادس مشاطرته الرئيس والشعب مشاعر الابتهاج، مستحضرا في السياق" ما ميز مرحلة الكفاح المشترك من أجل الحرية والاستقلال من تضامن و تعاون بين شعبينا الشقيقين من أجل بناء مغرب عربي قوي يسوده الاستقرار والسلام والوحدة والوئام" · وواصل العاهل المغربي قائلا: "أغتنم هذه المناسبة المجيدة لأجدد لفخامتكم حرصي الأكيد على مواصلة العمل سويا معكم من أجل تحقيق المزيد من التقارب والتعاون والتكامل بين بلدينا الشقيقين لما فيه خيرهما وبما يسهم في تدعيم صرح فضائنا المغاربي على أسس قوية وفقا لروح ومنطوق معاهدة مراكش التأسيسية والتوجه بما تزخر به بلداننا الخمس من طاقات بشرية وإمكانات طبيعية نحو تحقيق التنمية الشاملة لشعوبنا" · وهي ذات العبارات التي كان قد أوردها عاهل المغرب في برقية التهنئة التي بعث بها إلى الرئيس بوتفليقة في ذكرى استقلال الجزائر يوم الخامس جويلية الماضي· وخلص ملك المغرب في نهاية رسالة التهنئة إلى القول: "والله تعالى أسأل أن يحفظكم ويحيطكم بألطافه الخفية ويديم عليكم أردية الصحة والعافية لتواصلوا قيادتكم الحكيمة للشعب الجزائري الشقيق نحو مراقي التقدم والعزة والرخاء" · ويأتي تجديد الملك المغربي لرغبة بلاده في تعزيز تعاونها مع الجزائر في سياق الإرادة المشتركة المعبر عنها من طرف قائدي البلدين في كل مناسبة لدفع العلاقات الثنائية إلى مستوى أفضل، وذلك في سياق تشهد فيه هذه العلاقات نوعا من الفتور والتوتر أحيانا بسبب التحامل المغربي على الجزائر في قضية الصحراء الغربية رغم وضوح الموقف الجزائري منها وهو القائم على أساس احترام الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة·. وكانت آخر برقية تلقاها الرئيس بوتفليقة من العاهل المغربي بعث الملك المغربي محمد السادس برقية تعزية وتضامن في سبتمبر الماضي على إثر الاعتداء الإرهابي الذي ارتكب في مدينة باتنة، أعرب فيها عن مشاعر الاستنكار الشديد والإدانة المطلقة لهذا العدوان، مستغلا الفرصة لتأكيد حرصه على مقاومة الإرهاب واستئصال جذوره مقترحا التعاون الوثيق والتنسيق المتين بين الجزائر والمغرب وتوحيد الجهود في مواجهة ما وصفه ب"آخر الفلول الضالة للعصابات الإرهابية" · *