قال الدكتور يارون فريدمان، محلل الشئون العربية بصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، "إن محاكمة الرئيس محمد مرسي التي شهدت تغطية إعلامية منحازة، واستعدادات أمنية غير مسبوقة، كانت لتنتهي بانفجار مصر لولا قرار المحكمة بتأجيلها إلى 8 يناير 2014، مضيفا أن القنبلة الزمنية لم يتم تعطيلها وإنما تأجل تفجيرها إلى هذا التاريخ". وأشار إلى أن وزير الدفاع المصري يدرك جيدًا أن الصراع لن ينتهي في القريب، ويعرف أن الإخوان ليست مجرد تنظيم، وإنما حركة جذورها ضاربة في المجتمع المصري منذ عشرات السنين. واعتبر الكاتب، أن رفع مؤيدي الإخوان علامة رابعة لا يشير فقط إلى تضامنهم مع شهداء رابعة العدوية، وإنما إلى الرغبة في عودة مصر إلى عهد الخلفاء الراشدين الأربعة، حسب قوله. وأضاف "فريدمان" أن الإخوان المسلمين سيقومون باستغلال الانتهاء المفترض لحظر التجوال، وسينظمون مظاهرات مليونية في 15 نوفمبر، وذلك في الوقت الذي تسابق فيه حكومة الدكتور حازم الببلاوي الزمن لتمرير قانون يحظر التظاهر. ويمضي متسائلاً: "هل فعلا يظن الببلاوي وقائد الجيش عبد الفتاح السيسي أن الإخوان المسلمين سيتنازلون عن الفرصة للعودة للحكم الذي كان بأيديهم؟". وقال فريدمان : "رأى السيسي في طفولته زعيم مصر جمال عبد الناصر يقمع الإخوان المسلمين بوحشية بالغة، ويتذكر تحديدًا أن الرئيس أنور السادات الذي أطلق سراح قادة الحركة من السجون وخفف من القمع، قد قُتل في نهاية الأمر على يد ناشط جهادي. السيسي يدرك جيدًا قوة الإخوان المسلمين، منذ إن كان رئيسًا للمخابرات العسكرية أيام الرئيس المخلوع حسني مبارك. ويعرف جيدًا أن الحديث لا يدور عن تنظيم، وإنما حركة جذورها ضاربة في المجتمع المصري منذ 85 عامًا". واعتبر المحلل الصهيوني أن، "خطوات القمع التي اتخذها السيسي، بما في ذلك مجزرة رابعة العدوية، حصلت على تأييد القضاء الذي حظر نشاط الإخوان المسلمين. مضيفًا أن السيسي يدرك أن تورط القضاء وسن قانون ضد المظاهرات أمر يضر بالديموقراطية ومن المحتمل أن يمس للغاية بالمساعادت الأمريكية التي تحتجاها مصر". ما عن علاقة السيسي والولاياتالمتحدةالأمريكية أضاف " فريدمان" قائلاً: "السيسي يفهم جيدًا أن قيام الولاياتالمتحدة بانتقاده ليس من أجل الإخوان المسلمين، بل الديموقراطية وأن الولاياتالمتحدة ستواصل دعمها له طالما لم يتم خرق معاهدة السلام مع إسرائيل، واستمرت الحرب على الإرهاب بسيناء".