يجتهد المناصرون الجزائريون، في دعم منتخبهم الكروي، ليس لمواكبة بقية المناصرين، وإنما من أجل التميّز، ولولا منع استعمال الفيميجان دوليا، وإطلاق العقوبات القاسية في حالة بلوغ الفيميجان أرضية الميدان، لتحوّلت الشماريخ علامة جزائرية خالصة، بعد أن اكتسحت الملاعب في بداية الألفية الحالية، وصنع منها أنصار وفاق سطيف صورا لا تنسى، خلال التتويج برابطة أبطال العرب في مناسبتين. وكانت الجزائر خلال المباراة التاريخية ضد المنتخب الأولمبي الفرنسي عام 1975، في نهائي ألعاب البحر الأبيض المتوسط، حيث دخل المناصرون بأعداد قاربت التسعين ألف متفرج بأعلام في الأيدي، وتحوّلت المباراة مع مرور الوقت إلى ملحمة، عندما دعّم حَكم المباراة المنتخب الفرنسي، وسارت المواجهة أمام حيرة الجمهور وخيبتهم نحو الانتهاء بهدفين مقابل هدف واحد، وبينما كان الحكم يستعد للإعلان عن نهاية المباراة، أعاد الجناح الأيمن عمر بتروني الأمل للأنصار بهدف التعادل الثاني، الذي مدّد المباراة إلى وقت إضافي في عمق الليل، الأنصار الجالسون على كراسي إسمنتية باردة في سهرة خريفية لم يجدوا من وسيلة للاحتفال بعد أن سجل المدافع منقلاتي هدف الفوز الثالث، سوى إشعال الجرائد، في منظر ناري بهيج وبديع، حيّر الفرنسيين، حيث تحول الصحافيون الفرنسيون من حالة الخيبة بسبب الهزيمة إلى الإنبهار بالجمهور، وراحوا يلتقطون الصور الجميلة، وتكرّر نفس المنظر في نفس الملعب في ديسمبر 1976، عندما انتزعت مولودية الجزائر، كأس الأندية البطلة من مخالب حافيا كوناكري الغيني، بعد أن عادلت المولودية النتيجة الساحقة، التي مُنيت بها في كوناكري بثلاثية نظيفة، وفازت في الجزائر بضربات الترجيح، اشتعل فيه الملعب نارا، وكانت المقابلتين اللتين سبقتا مواجهة حافيا كوناكري ضد ليو وانيون كينيا وضد رانجرز النيجيري، قد شهدتا ذات الاحتفال والمولودية تسحق الأول بسداسية والثاني بثلاثية، وبعد قرابة الثلاثين سنة بدأ أنصار الخضر الاستعمال الشامل للفيميجان، وهي شماريخ خاصة مستوردة من الصين، رغم أن استعمالها في لقاءات الخضر بقي محدودا مقارنة بالاستعمال المحلي، خاصة في لقاءات التأهل في المرحلة الثانية من تصفيات مونديال 2010، حيث مُنع الأنصار من إدخال الشماريخ منذ مباراة مصر الأولى، ومع ذلك فجّر هدف كريم مطمور المتحدّين لكل القوانين، والتهب الملعب، ورمى المناصرون الشماريخ على أرضية الميدان وعوقبت الجزائر ماليا، وبقي الفيميجان رفيقا لمناصري الخضر ضد زامبيا ورواندا وحتى في سفرية أم درمان، وظهر أيضا مع المناصرين المغتربين في لقاءات ودية لعبها الخضر ضد الأرجنتين والبرازيل وإيرلندا والإمارات العربية في إسبانيا وفرنسا وإيرلندا وألمانيا، ولكن المنع وخصوصا التفتيش الذي يقوم به أعوان ملعب تشاكر ونداءات الاتحادية الجزائرية لكرة القدم جعلت الظاهرة تتراجع، وتكاد الآن أن تنتهي، بعد أن رافقت داربيات العاصمة وقسنطينة والقبائل ولقاءات وفاق سطيف.