طغت الرايات الوطنية والأغاني الرياضية على شوارع العاصمة تحسبا للمباراة المصيرية التي سيخوضها الفريق الوطني مع نظيره البوركينابي، فجميع الشرفات ارتدت حلتها البيضاء والخضراء المزينة بالهلال الأحمر، وهو ما يدل على الاستعداد الكبير وحالة التأهب القصوى التي أعلنها مناصرو الخضر في بيوتهم، وقد تزامن هذا مع احتلال التجار الموسمين أرصفة الطرقات لينصبوا طاولات عليها قمصان وبذلات رياضية لمختلف اللاعبين، والتي تعرف إقبالا واسعا رغم ارتفاع أسعارها نوعا ما. تشهد شوارع العاصمة حركية كبيرة هذه الأيام، فمن الحراش إلى ساحة الشهداء مرورا بأزقة وشوارع حي حسين داي وبلكور العتيقة نفس الأجواء تتكرر، الأعلام الوطنية في كل مكان بعضها خاص بالزينة كالرايات الكبيرة التي تزين واجهة وشرفات العمارات وأخرى صغيرة خاصة بالسيارات معروضة بأسعار تتراوح مابين 100 و250 دج، فيما يبقى ثمن العلم الكبير 400 دج، وإن كان أغلبية المناصرين قد حسموا أمرهم منذ فترة طويلة وقرروا حياكة أعلامهم في ورشات الخياطة الخاصة، وذلك في إطار سعيهم للتميز بأعلام كبيرة الحجم ومختلفة عما يوجد في المحلات وذات جودة أكبر لكي يواصلوا الإحتفال بها في حال تأهلنا للمونديال، وقد بلغت تكلفتها بالخياطة حوالي 5 آلاف دينار جزائري، وهو مبلغ مرشح للارتفاع حسب نوعية القماش المستعمل وطول الراية الوطنية، ولأن الأمطار والبرد هو الجو السائد والمخيم على سماء العاصمة في هذه الفترة إلا أنها لم تمكن من جمح رغبة مناصري "الأفناك" المتعطشين للفوز في الإحتفال قبل موقعة البليدة، فبالقرب من مستشفى مصطفى باشا وبالضبط في شارع حسيبة بن بوعلي أطلق أصحاب محلات بيع الأشرطة والأقراص المضغوطة العنان لأفراحهم، حيث راحت تنبعث أصوات الأغاني من المسجلات ومن السيارات، لتزيدها أبواق"الفوفوزيلا" بهجة وسرورا خاصة بعد أن اتفق شباب من مختلف أحياء العاصمة على أن يجوبوا الشوارع في موكب من السيارات والدراجات النارية المزينة بالأعلام الجزائرية و"الفيميجان"، وهو ما تفاعل معه المواطنون في الشارع بقرع منبهات سياراتهم، فيما راحت بعض النسوة يطلقن الزغاريد من شرفات العمارات وقد توعد الشباب بتحضير أجواء احتفالية وقضاء ليلة بيضاء تختلف عن كل ما سبق، في حال تمكن الفريق الوطني من اقتطاع تذكرة التأهل للمونديال وزيارة بلاد "السامبا".