لا حديث لدى الجزائريين هذه الأيام سوى عن المقابلة المصيرية التي ستجمع المنتخب الوطني مساء هذا الثلاثاء بنظيره البوركينابي بملعب «مصطفى تشاكر» بالبليدة، في إطار تصفيات كأس العالم 2014. حيث أدى حب الجمهور الجزائري لمنتخبه الوطني إضافة للدعاء لرفقاء فغولي بالفوز. إذ تزينت العمارات وشرفات المنازل بالأعلام الوطنية، حيث ترفرف الأعلام الوطنية في مختلف شوارع ولايات البلاد، فيما تنبعث من بيوت الجزائرين الأغاني الوطنية والرياضية التي أعادت للشعب الجزائري ذكريات أمجاد الكرة الجزائرية عندما كانت الجزائر يحسب لها ألف حساب وذكرت بأم درمان عندما تأهلنا إلى مونديال «البفانا بفانا». وحتى السيارات تجوب شوارع المدن الجزائر رافعة الأعلام الوطنية وتتفاءل بانتصار سيكون بمثابة بوابة التأهل إلى مونديال البرازيل، لكن هذه المقابلة، حسبما أجمع عليه خبراء الكرة الجزائرية، ستكون في متناول الجزائريين، فعلى اللاعبين التركيز فقط، حسبهم، فالجمهور الجزائري العريض يعلّق آمالا عريضة على الإطاحة ب«الخيول» سهرة الثلاثاء، من أجل تكرار سيناريو رفقاء زياني والتأهل إلى كأس العالم للمرة الرابعة. السيارات تجوب شوارع المدن.. رافعة الأعلام الوطنية من شرق الجزائر إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، تجد العلم الجزائري حاضرا في كل مكان وكأننا في الاستقلال وذلك بغية مناصرة الفريق الوطني في المواجهة القادمة التي لا تفصلنا تراجيديا أحداثها إلا ساعات معدودة فقط، حيث تستعيد المدن الوطنية أجواء التأهل وتتزين بالأحمر والأبيض والأخضر، أجواء غير عادية تعيشها مختلف معاقل أنصار الخضر في البليدة أيضا قبل أيام قليلة فقط من مواجهة الموسم للمنتخب الوطني التي ستجمع أشبال المدرب حليلوزيتش بفريق بوركينافاسو في ملعب «تشاكر»، برسم لقاء مباراة السد المؤهلة لكأس العالم بالبرازيل. الجزائريون لا يتحدثون إلا عن الفوز لا يدور في شوارع ولايات الوطن خلال الأيام الأخيرة، إلا الحزيث عن ضرورة تحقيق رفقاء القائد سليماني للفوز في هذه المواجهة، والظفر بتأشيرة التأهل إلى كأس العالم. كما رصدت أعين «السياسي» أجواء إحتفالات الجزائريين بكثرة بسياراتهم التي تزينت بالعلم الوطني والأغاني و"الفيميجان" تحضيرا لهذا اللقاء الهام. الرايات العملاقة تزيّن كل العمارات الأنصار بدأوا في التحضير للإحتفالات ولعل ما يعكس التفاؤل الكبير الذي يطبع أبناء الجزائر قبل ساعات قليلة فقط عن هذه المواجهة الحاسمة، هو التحضيرات التي شرع فيها عشّاق الخضر، الذين انطلقوا في التجهيز لهذا الموعد الكروي الهام، والقيام باحتفالات نادرة مثلما عودنا عليه الجزائريون، الذين يسودهم التفاؤل بقدرة اللاعبين على خطف تأشيرة التأهل، ولا ينتظرون سوى ذلك من أجل الإعلان عن بداية الأفراح والليالي الملاح، فالرايات العملاقة تزيّن كل العمارات في المدن الكبرى وحتى الصغرى وفي المقابل، لم ينتظر عشّاق الخضر كثيرا من أجل التعبير عن فرحتهم بوصول فريقهم إلى هذه المباراة الهامة، وعن تفاؤلهم الكبير بتجاوز عقبة بوركينافاسو يوم غد، بدليل الأجواء غير العادية التي تعيشها مختلف الشوارع والأحياء المعروفة في ولايات الجزائر، التي تزيّنت بالأحمر والأبيض والأخضر، بعدما قام الأنصار بتعليق الرايات العملاقة في كل العمارات، تعبيرا عن استعدادهم لغزو البليدة يوم غد. الجزائر تسترجع أيام التأهل إلى كأس العالم سنة 2010 ويلاحظ كل من يزور الشوارع الكبرى في الجزائر خلال الأيام الأخيرة، الحركة غير العادية التي تعيشها مختلف الأحياء المعروفة، بالنظر إلى استعدادت الأنصار والرايات العملاقة التي تزيّن مختلف العمارات، بشكل جعل الجميع يسترجع الذكريات التي عاشتها الجزائر قبل أربع سنوات، عندما توج رفقاء القائد بوڤرة بكأس العالم على حساب المنتخب المصري، خاصة وأن جل الرايات العملاقة التي تمَ تعليقها لها علاقة بكأس العالم السابقة، إضافة إلى الرايات الخاصة بالمنتخب الوطني التي تم تعليقها. الأنصار يحضّرون لغزو البليدة بأعداد غفيرة وفي المقابل، يستعد أبناء الجزائر للإحتفال بالتأهل، حيث أكد "عبد"، مناصر وفي للمنتخب الوطني ل"السياسي"، أن الأجواء في حيه ببوفاريك غير عادية، فالأنصار لا يتوقفون عن التشجيع منذ أكثر من أسبوع. لا صوت يعلو صوت التأهل إلى المونديال أكد أحد المناصرين الأوفياء للخضر ل"السياسي"، أن حي بوفاريك يعيش هذه الأيام أجواء استثنائية مع اقتراب المباراة الحاسمة يوم غد، حيث يصنع «أبناء المدينة البرتقالية» صورا رائعة من خلال التجمهر وسط المدينة، حيث يقيم الأنصار الأعراس بترديد الأغاني وتعليق الأعلام الخاصة بالفريق والتي تجدها في مجمل بنايات المدينة التي لا يتحدث فيها السكان إلا عن مباراة الخضر ضد الخيول. إلى جانب ذلك، فالسيارات أخذت حقها في الاحتفال وإشعال الألعاب النارية، مما جعلهم ينسون، ولو لأيام، مشاكلهم الكثيرة التي يعانون منها، فباتت مدينة بوفاريك لا تنام، حيث أطلق الجميع العنان للأفراح من كل حدب وصوب. «الفوفوزيلا» حاضرة والمدن تتزين بألوان المنتخب كانت «الفوفوزيلا» حاضرة في احتفالات الجزائريين التي باتت علامة مسجلة باسمهم وحاضرة في كل خرجات الأنصار وفي احتفالاتهم، لا سيما أن صوتها المميز يعلو سماء مدن ولايات الوطن التي لا تعرف النوم، كما أن بنايات البلديات ومقراتها الرسمية تزينت بالأحمر والأبيض والأخضر كما شاهدنا عند تجولنا في الأحياء أقمصة بطول 30 متر تصنع الحدث بأحياء الجزائر. وما شدّ انتباهنا مؤخرا بحي جسر قسنطينة بالعاصمة قميص ضخم علق في إحدى البنايات بالسمار والذي يحمل شعار «الفوز يوم الثلاثاء القادم»، فالجماهير الجزائرية لا ترضى بغير ذلك.
حرب على تذاكر المواجهة مناصرون من جميع ولايات الوطن جاؤوا لشراء التذاكر، وفي المقابل، توافد مناصرو الخضر الذين جاؤوا من مختلف ولايات الوطن على نقاط بيع التذاكر المخصصة للقاء في ساعات مبكرة من نهار السبت، لحضور العرس الكروي، إذ علمنا أن المناصرين جاؤوا من مختلف ولايات الجزائر على غرار سكان الجزائر العاصمة، تيزي وزو، البويرة، قسنطينة، جيجل، بجاية، وهران، تلمسان، عنابة، أدرار، الجلفة، عين الدفلى وحتى في الأحياء الأخرى، التذاكر تباع بمبالغ خيالية وصلت إلى 3000 دينار. كل أخضر وأحمر وأبيض قابل للبيع عشّاق المنتخب الوطني يجسّدون أجواء المناصرة تحت شعار رايات الخضر، التي تزيّن أزقة العاصمة تحسبا للقاء المباراة الفاصلة على وقع الأنغام الكروية والرايات العملاقة التي تغطي واجهات العمارات في الشوارع الجزائرية، بالأخضر والأحمر والأبيض، وينتظر أنصار الخضر المباراة المقبلة التي ستجمع الفريق الوطني ضد «الخيول» بشغف ولهف كبيرين، وذلك حتى يظفر المنتخب الوطني ببطاقة التأهل إلى المونديال، ليطلقوا بعدها العنان للفرحة والتهليل في الأحياء بالفوز، كما أن حركة كبيرة وغير عادية تميز شوارع الجزائر وأزقتها تحضيرا لهذا الحدث الكروي والعرس الكبير الذي ينتظره المناصرون بتعطش من أجل الفوز، إذ اتخذوا من الشوارع مسرحا يعبرون فيه عن عشقهم وولعهم بالفريق الوطني، حيث زيّنوا العمارات بالأعلام التي تحمل ألوان المنتخب الوطني، بالإضافة إلى الرايات العملاقة التي ترفرف في سماء الجزائر وتجوب كل أحيائها، حيث كتبت عليها عبارات مختلفة ومتنوعة مثل "ألجيري مون أمور"، "1 2 3 فيفا للجيري"، بالإضافة إلى غيرها من الشعارات التي أرادها أنصار المنتخب الوطني أن تكون مؤيدة ومشجعة للاعبين وتدفعهم أكثر للفوز، وذلك تعبيرا منهم عن الرغبة الشديدة التي تتملكهم في التأهل إلى كأس العالم. المباراة تجارة وربح عند البعض ما يمكن أن يلاحظه المتجول في أحياء وشوارع الجزائر، أولئك الباعة الذين وضعوا طاولاتهم التي يعرضون فيها وشاحات وقبعات تحمل ألوان المنتخب الوطني، وكذا أعلام صغيرة خاصة بالسيارات وأخرى كبيرة كل حسب رغبته وذوقه، حيث لم يفوت الأنصار الفرصة وأرادوا أن يضربوا عصفورين بحجر واحد، من خلال مناصرة الفريق الوطني وتشجيعه على الفوز وتحقيق فائدة وربح مادي عن طريق بيع بعض المنتجات التي عرفت إقبالا منقطع النظير من قبل مختلف شرائح المجتمع، كبيرا كان أو صغيرا، فالمهم عاشق للكرة واللعب الجميل. وفي هذا الصدد، يقول لطيف، 26 سنة، مناصر وفي للمنتخب الوطني «منذ صغري وأنا أعشق الخضر وأردت أن أغتنم الفرصة لبيع بعض المنتجات للمشجعين، حتى أكسب بها رزقا أنتفع به، كما أنها فرصة لأعيش الحدث عن قرب مع كافة الناس في الشارع وأحتك بهم»، حيث كانت طاولته تحمل منتجات متنوعة وعلم الفريق الوطني، بالإضافة إلى بعض الأقراص المضغوطة، التي جادت بها حناجر بعض أنصار الفريق من المغنين الذين أشادوا بالمشوار العريق والطويل للمنتخب الوطني. أما الأسعار التي باتت تصنع الحدث في كل شيء، فهي الأخرى جد مرتفعة إن لم نقل ملتهبة، حيث أن سعر القبعات تصل إلى 400 دج في حين أن سعر الأوشحة يقدر بأكثر من 350 دج، أما سعر علم صغير خاص بالسيارة، فيقدر ب250 دج، أما القمصان، فتتراوح أسعارها بين 300 دج و600 دج.