شهدت مداخل ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة صبيحة الثلاثاء، قبل مباراة المنتخبين الوطني ونظيره البوركينابي، أحداثا مؤسفة عندما تم فتح أبواب الملعب من طرف المنظمين بداية من الساعة التاسعة، وكانت عملية ولوج الأنصار إلى المدرجات تسير في ظروف طبيعية إلى أن شرع الأنصار في الوصول تباعا إلى ملعب تشاكر، وأمام تزايد عدد الأنصار وإصرارهم على الالتحاق بالمدرجات بسرعة، تسبب ذلك في حدوث إصابات نتيجة التدافع ما جعل مصالح الحماية المدنية تتجند وتنقل المصابين إلى المستشفى. كانت كل الأمور تسير بطريقة طبيعية، صباح أمس أمام بوابات ملعب مصطفى تشاكر، عندما بدأ الأنصار بالدخول إلى المدرجات، إلا أنه ومع مرور الوقت شهدت البوابات توافد سيول بشرية من مناصري المنتخب الوطني من الولايات الأخرى، ما جعل الأمور تفلت من المنظمين بعد إقدام آلاف المشجعين على التدافع بغية الوصول إلى المدرجات ليشهد الملعب حالة فوضى عارمة تسببت في إصابة 40 مشجعا من المناصرين، اثنان منهم في حالة خطيرة تم نقلهم على جناح السرعة إلى مستشفى محمد يزيد بالبليدة للخضوع للإسعافات اللازمة، فيما تكفلت مصالح الحماية المدنية بنقل الباقين إلى ذات المستشفى والعيادة المتعددة الخدمات بأولاد يعيش لتلقي العلاج. وحسب مصادر طبية فإن بعض الإصابات الذين تعرض لها الأنصار تعود إلى الإرهاق وانخفاض ضغط الدم، خاصة بالنسبة لأولئك الذين قدموا إلى البليدة من ولايات الشرق والغرب الجزائري، وكان ذلك بسبب قضائهم الليلة أمام الملعب، فيما كانت الإصابات الأخرى نتيجة التدافع وتراوحت ما بين جروح طفيفة وإصابات في الأضلاع، وأضافت ذات المصادر أن المصابين تم التكفل بهم قبل أن يغادر أكثر من 30 منهم المستشفى، فيما التحق بهم البقية بعد ذلك، وبالمقابل فإن المناصرين اللذين تلقيا إصابة خطيرة بعد سقوطهما من جسر واد بني عزة خلال عملية التدافع تم إبقائهما في المستشفى وحالتهما مستقرة حسب ذات المصدر، لكن تم الاحتفاظ بهما خوفا من تعرضهما إلى أي مضاعفات. جدير بالذكر أن امرأة كانت من بين المصابين بعد أن كانت تهم بدخول الملعب. وأوضح الملازم نسيم برناوي من مصلحة الاتصال بالحماية المدنية أنه تم إحصاء 40 جريحا في صفوف مناصري الفريق الوطني جراء التدافع أمام مدخل الملعب. وأكد عادل زغيمي مسؤول خلية الإعلام بمصلحة الحماية المدنية بولاية البليدة أنه تم تسجيل هذه الإصابات بعد تدافع الأنصار خلال عملية دخول الملعب، مشيرا أنه ماعدا المناصرين اللذين سقطا من جسر وادي عزة فإن الإصابات الأخرى كانت طفيفة. لكن بعد منتصف النهار تحكمت قوات الأمن في الوضع وبسطت سيطرتها على الأنصار بفضل التنظيم المحكم، حيث أبقت عليهم بعيدا عن الملعب ولم يتم السماح بدخول الملعب، سوى لمن كان يملك تذاكر واستمرت العملية في ظروف طبيعية إلى غاية ولوج جميع الأنصار إلى المدرجات. هذا وكشفت مصالح الأمن أنها ضبطت بعض الأنصار وبحوزتهم تذاكر مزورة حاولوا مغالطة المنظمين بها قصد دخول الملعب، إلا أن يقظة مصالح الأمن مكنتها من التفطن للأمر وتم منع هؤلاء المناصرين من الدخول و ألقت عليهم القبض بحجة التزوير واستعمال المزور.