قبل ساعات قليلة عن لقاء أمس للمنتخب الوطني أمام نظيره البوركينابي والذي حبس أنفاس كل الجزائريين، كان فيه ملعب مصطفى تشاكر قبلة لعشاق الألوان الوطنية، وكلهم رغبة وإصرارا على دخول الملعب وتشجيع أشبال وحيد حليلوزيتش أمام منتخب ”الخيول”، لدرجة فضل فيها عدد كبير من الأنصار المبيت في العراء وتحدي الظروف المناخية الصعبة التي عرفتها الجزائر، بافتراش الأرض وتحمل الصقيع مقابل الفوز بمقعد في المدرجات، لكن مفاجأة الكثيرين كانت كبيرة وهم يستقبلون ب”الهراوات” والضرب لحظات قبل فتح أبواب الملعب أمس على الساعة التاسعة صباحا. الاندفاع كان كبيرا على الملعب ويعود سبب الأحداث التي شهدها ملعب مصطفى تشاكر، حسب الحاضرين، إلى الاندفاع الكبير للجماهير على أكشاك الملعب من أجل الظفر بمكانة في المدرجات، وهذا ما خلق حالة فوضى كبيرة، دفعت رجال الأمن للتكثيف من تواجدهم بالقرب من أبواب الملعب محاولين تنظيم الانصار، وهذا ما تسبب في حالة فر وكر بين الجماهير تسبب في إصابات عديدة وسطهم. البعض انتقل وهو لا يحمل تذكرة ومن بين ما لاحظناه على الجماهير التي تنقلت إلى الملعب هو أن البعض من الأنصار تنقل وهو لا يحمل تذكرة بيده، بل تنقل وفي ذهنه أنه سيجد تذاكر تباع بالقرب من الملعب، ليصدموا بالغلاء الفاحش للأسعار التي وصلت في السوق السوداء إلى ما يفوق السبعين ألف دينار للتذكرة، وفوق هذا فإن الدخول كان أصعب من اقتناء التذاكر. التذاكر المزورة كانت حاضرة بقوة وبما أن الاندفاع على التذاكر شهد في الأيام الماضية إصابة ما يقارب الخمسين مناصرا للمنتخب، فإن البعض من الانتهازيين استغل الفرصة وقام بتزوير التذاكر وبيعها للجماهير، وهذا ما زاد في متاعب الأنصار الذين كانوا ضحية عملية غش من الباعة بالقرب من الملعب. رجال الأمن والحماية المدنية كانوا بأعداد كبيرة الوضعية التي كانت تعيشها مدينة البليدة باستقبالها لحدث وطني كبير أمس، خلق حالة استنفار قصوى لدى رجال الحماية المدنية والأمن الوطني، لدرجة سخر خلالها ما يقارب الخمسة آلاف شخص لحماية وتأطير الجماهير، لكن كل هذا العدد لم يكن كافيا مع سوء التنظيم الذي اشتكى منه من انتقلوا لمتابعة اللقاء. الأنصار من كل أنحاء الوطن حجوا إلى البليدة وبالحديث عن الجماهير التي انتقلت إلى مدينة البليدة، فإن ألواح ترقيم السيارات كانت من كل أنحاء الوطن في عاصمة ”الورود”، في صورة توضح مدى تعلق الجزائريين بحبهم لمنتخبهم ورغبتهم الشديدة في رؤية العناصر التي ستقود الجزائر إلى المونديال للمرة الثانية على التوالي. إصابتان خطيرتان أحصتهما الحماية المدنية وقد أحصت مصالح الحماية المدنية في الفترة الصباحية وقبل فتح أبواب الملعب للجماهير حالتين خطيرتين من أنصار المنتخب الوطني الذين تعرضوا لإصابات خطيرة جراء اندفاع الجماهير، وهذا ما أبلغت عنه مصالح الحماية المدنية في تقاريرها الرسمية قبل ظهيرة أمس. م. س مظاهر التدافع يوم بيع التذاكر تتكرر إصابة 40 مناصرا بجروح متفاوتة الخطورة فور وبعد فتح أبواب ملعب تشاكر تكررت مشاهد التدافع بين المناصرين التي حدثت السبت الماضي قبيل بدء عمليات بيع التذاكر الخاصة بمقابلة الجزائر - بوركينافاسو مباشرة بعد فتح أبواب الملعب، تحسبا للمباراة الحاسمة لتأهل أحد الفريقين لمونديال بلاد السامبا، وقد خلف التدافع بين المناصرين الذين أرادوا حجز أماكنهم بالمعلب وقوع 40 جريحا في صفوفهم، بحسب ما أورده المكلف بالإعلام على مستوى المديرية الولائية للحماية المدنية بالبليدة، الملازم عادل الزغيمي، وتحدث مصدرنا عن حالة حرجة لمناصر أصيب على مستوى الراس حول على جناح السرعة إلى مستشفى فرانس فانون لمعاينة إصابته، فيما كانت باقي الإصابات خفيفة ودون خطر من بينها حالات إغماء جراء التعب الذي نال المناصرين الذين قضوا ليلو بيضاء قبالة الملعب، إضافة إلى حالات جروح ورضوض طفيفة. أما الحالات الأكثر خطورة فتمثلت في سقوط مناصرين اثنين من جسر وادي بني عزة المقابل للملعب.