كثيرون في البرازيل يعتبرون تاريخ 16 جوان، يوم حزن، لأنه يذكرهم بخسارة منتخب بلادهم ضد أورغواي، بهدفين مقابل واحد، في واحد من المونديالات التي كانت جاهزة لمنتخب البرازيل، لأجل الفوز بها لأنها لُعبت على أرضها. وشهدت غياب الكثير من المنتخبات القوية لأن الدورة أجريت بعد الحرب العالمية الثانية، فغابت عنها ألمانيا وتشيكوسلوفاكيا والاتحاد السوفيتي وخاصة المجر التي كانت أقوى منتخب في العالم، كما انسحبت من الدورة الأرجنتين، لأنها طالبت بتنظيم الدورة، ولما رفضت الاتحادية الدولية قرّرت المقاطعة، والغريب أن الهند التي لم يحدث لها وأن شاركت في كأس العالم، تأهلت إلى هاته الدورة ولكنها انسحبت بعد إجراء القرعة، وقيل حينها إن الهند طالبت بأن يشارك لاعبوها حفاة. وجاءت الكأس في طبق للبرازيل من خلال مشاركة 13 بلدا فقط، تم تقسيمها إلى أربع مجموعات، من بينها ستة منتخبات تنتمي إلى أوربا والبقية بين الأمريكيتين، وتحوّلت مباريات البرازيل إلى فسحة ففازت برباعية مقابل صفر أمام المكسيك وتعادلت بهدفين لكل فريق أمام سويسرا، ثم أزاحت يوغوسلافيا بهدفين نظيفين، ولعب الدور الثاني في مجموعة من أربع منتخبات، صاحب أكبر عدد من النقاط يتوّج باللقب، وكان واضحا أن اللقب يسير في الاتجاه البرازيلي، حيث سحقت البرازيلالسويد بسباعية مقابل واحد، ثم قصفت إسبانيا بسداسية مقابل واحد وصار التعادل يكفيها أمام أورغواي التي كان في رصيدها فوز وتعادل، وعندما التقى المنتخبان في مواجهة أخيرة أمام 199 ألف متفرج، وبادر البرازيليون بالتسجيل والسيطرة على المباراة، كان الجميع ينظر إلى الكأس وينتظر صافرة النهاية، ولكن الفريق الضيف قلب الطاولة وفاز بهدفين، وعاد إلى بلاده متوجا، وهو الذي لم يشارك سوى مرة في كأس العالم، التي جرت على أرضه وغاب عن دورتي إيطاليا وفرنسا، أي أن الأورغواي إلى غاية 1950 شارك في دورتين لكأس العالم وفاز بهما سويا. في البرازيل كان الحداد الأكبر الكل يبكي والكل مهموم، ولم يكن 16 جوان في الحقيقة يوم حزن وإنما بداية المارد البرازيلي.