تواصلت الثلاثاء احتجاجات عشرات المواطنين القاطنين بسكنات هشة بدائرة براقي (شرق العاصمة) مؤكدين عزمهم على الاستمرار في الاحتجاج إلى غاية االحصول على حقهم في سكنات لائقة. وقام هؤلاء القاطنون بكل من السكنات الهشة والعمارات القديمة بحيي "ديار البركة" و"حوش بيقا" بقطع الطريق الرئيسية و الطريق المؤدية إلى مقر بلدية براقي بالعجلات المطاطية والحجارة بعد أن قضوا ليلة البارحة في العراء. وكان هؤلاء السكان قد قاموا الاثنين بقطع الطريق الولائي رقم 15 على مستوى "حوش بقة" وشارع سعيد يحياوي على مستوى حي "ديار البركة" وجزء من الطريق الرابط بين براقي وجسر قسنطينة. وأكد المحتجون أنهم لم يعودوا يطيقون الاستمرار في العيش في تلك السكنات المهترئة التي تغمرها المياه عند تساقط الأمطار وفضلت عشرات العائلات التي تعيش في الحي الفوضوي "حوش بيقا" المبيت في ورشة لبناء أحد المرافق العمومية بدل العودة إلى منازلها تعبيرا منها عن عدم التراجع عن مطلبها المتمثل في الاستفادة سكنات لائقة. وجوه الأطفال والنساء التي كانت مطلية بالسواد بسبب تصاعد الدخان جراء احتراق العجلات المطاطية صورت المعاناة التي يعيشها هؤلاء بين ورشة البناء التي شدوا رحالهم إليها خلال الليلتين الماضيتين وبين قارعة الطريق التي طوقتها عناصر الأمن الوطني من كل جانب. وفي جو مشحون ومحاولة قوات الأمن الحد من زحف جموع عائلات "حوش بيقا"الى وسط مدينة براقي تعالت أصوات الرجال والنساء وحتى الأطفال منددة بوضعهم المزري ومطالبة بحل فوري لأزمة استمرت لسنوات طويلة. وأجمعت العائلات التي كانت متواجدة على حافة الطريق الرابط بين براقي وبن طلحة على أنها ليست على استعداد لسماع وعود أخرى بإعادة إسكانها بعد أن وضعوا ثقتهم في السلطات المعنية. وأكدت زرود عائشة في هذا الاتجاه أن "الوالي المنتدب لدائرة براقي وعد السكان بترحيلهم في 20 ديسمبر الماضي". وفي حي "حوش بيقا" الذي أصبحت سكناته خالية على عروشها منذ يومين فوق أرضية زلجة اختلط فيها الطين ببقايا العجلات المحروقة والحجارة المترامية في كل مكان كان السكان يتحدثون في آن واحد مؤكدين أنهم "لن يتراجعوا عن مطلبهم في هذه المرة، مذكرين أنهم يؤدون واجباتهم تجاه الوطن دون أن يتلقوا أبسط حقوقهم مقابل ذلك". وأمام مقر بلدية براقي تجمعت عشرات أخرى من سكان حي ديار البركة الذي تقطن فيه أكثر من 1000 عائلة حسب تصريحات بعض المواطنين, وتسبب هذا التجمع الذي تميز بإلقاء الشباب للحجارة في غلق الطريق أمام المارة الذين كانوا يعودوا أدراجهم خوفا من تعرضهم للأذى. أما المحلات التجارية المتواجدة بشارع محمد بلعربي فضلت مقفلة هي الأخرى منذ يومين نظرا لتصاعد الاحتجاجات. وفي هذا الصدد عبر محمد (صاحب محل تجاري) عن قلقه من تفاقم هذا الوضع الذي أثر سلبا --كما قال-- "على راحة سكان الأحياء المجاورة وعلى أصحاب المحلات التجارية". تجدر الإشارة إلى أن سكان هذه الأحياء الهشة احتجوا بسبب وضعيتهم يوم الأحد بعد تضرر سكناتهم من الأمطار التي تساقطت ليلة السبت الماضي. وبعد محاولات حثيثة للوصول إلى مقر بلدية براقي الذي كان محاصرا بالشباب الغاضبين باءت محاولات الاتصال بالسلطات البلدية بحثا عن تفسير للوضع بالفشل.